انتقد الداعية التركي ورئيس حركة الخدمة “فتح الله غولن” سياسات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” تجاه مصر، مشيراً إلى أن الأخير هو من بادر بالتهجم على الحكومة المصرية في تصريحات طالت المسؤولين المصريين؛ وبينهم الرئيس “عبد الفتاح السيسي”.
وحمل “غولن” سياسات الرئيس أردوغان مسؤولية تأزم العلاقات مع مصر، مشيراً إلى أن عدد من المسؤولين الأتراك عبروا عن رغبتهم بعودة الأمور بين الجانبين إلى سابق عهدها.
وأضاف الداعية المعارض للحكومة التركية في لقاءٍ أجراه مع وسائل إعلامية مصرية: “طالما النظام الحالي موجود في السلطة فإنني أستبعد أن تعود العلاقات بين مصر وتركيا، أما المسؤولون الأتراك الحاليون ميالون بطبيعتهم إلى الخوض في جدليات مع نظرائهم المصريين انطلاقاً من الاعتبارات السياسية، ولا تزال هذه الجدليات مستمرة حتى اليوم”، متهماً حكومة حزب العدالة والتنمية باستغلال السمعة التي ورثوها من تاريخ العثمانيين ليحدثوا بها تأثيراً فى العالم الإسلامي.
من جهةٍ أخرى، هاجم “جولن” سياسة “أردوغان” على الساحة الداخلية، متهماً إياه بتقويض عمل المؤسسات الحكومية، لا سيما التربوية والتعليمية منها، مضيفاً: “لقد قوَّض تلك المؤسسات لا لشيء إلا لأنها لم تخضع لأجندته الداخلية والخارجية”.
إلى جانب ذلك، أشار “جولن” إلى أن كل من يحقق ويكشف قضايا الفساد في تركيا، توجه له تهم بأنه تابع لتيار الخدمة المعارض أو وكيل عنه، وذلك في إشارة منه إلى اعتقال وإقصاء عدد من القضاة ورجال الشرطة الأتراك خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن سياسة الحكومة الحالية تقوم على ترسيخ الجهل والفقر والنزاعات في المجتمع التركي.
وعلى المستوى العسكري، قال الداعية “غولن” إن “أردوغان” هدف منذ البداية إلى إحكام السيطرة على الجيش، وهو ما دفعه لإطلاق حملة اعتقالات واقصاءات بحق عدد كبير من الضباط بتهمة الانتماء إلى حركة “خدمة” أو ما يعرف في الساحة التركية “التنظيم الموازي”.
كما هاجم المعارض التركي وحليف أردوغان السابق؛ الدستور التركي الحالىي، مشيراً إلى أنه لا يصلح لإدارة مجتمع يشتمل على أطياف وقوميات متنوعة، مضيفاً: “بلادنا تشتمل على قوميات مختلفة من أتراك وأكراد وشركس ولاظ وعلويين، وأطياف متعددة من مسلمين وربوبيين وملحدين وكماليين وغير ذلك، ولا يمكن حمل أفراد مثل هذه المجتمعات التعددية على رأى واحد، بل يجب احترام مشاعر الجميع لأن ما تنتظره من الآخرين ينتظرونه منك أيضاً”.
وكانت الحكومة التركية خلال السنوات الماضية قد أصدرت أحكاماً بالسجن على عشرات الآلاف من الأتراك بينهم ضباط وأساتذة جامعيين وسياسيين بتهمة الانتماء لجماعة “فتح الله جولن” أو ما يسمى بالتنظيم الموازي الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاج صيف العام 2016.
وكانت آحر حملة أطلقتها الحكومة التركية ضد معارضيها، بتهمة “الانتماء لجماعة “فتح الله جولن”، من نصيب الجيش، حيث أصدرت الحكومة قرارت قضت باعتقال 223 عسكريا في الخدمة بأنحاء البلاد وجمهورية شمال قبرص التركية، الأمر الذي اعتبره معارضون لنظام الرئيس التركي خطوة جديدة من قبل “أردوغان” للاستئثار بالحكم، لا سيما وأنها تأتي بعد ساعات من تخلص الرجل من حلفائه السابقين في حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأسبق “أحمد داوود أوغلو” ونائبه السابق “علي باباجان”، والرئيس السابق “عبد الله غل”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي