فرنسا تقترب من خطوة تاريخية.. ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية “واجب أخلاقي ومطلب سياسي”

مرصد مينا

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يقتصر فقط على كونه واجباً أخلاقياً، بل يُعد أيضاً مطلباً سياسياً ملحاً، معدداً جملة من الشروط والخطوات التي يرى أنها ضرورية لتحقيق هذا الاعتراف بشكل فعّال.

وفي مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة، شدد ماكرون على ضرورة أن يتبنى الأوروبيون موقفاً أكثر صرامة ووضوحاً تجاه إسرائيل، في حال لم تبادر الأخيرة إلى اتخاذ خطوات تتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة في الوقت الراهن، وذلك خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة.

يأتي هذا التصعيد الدبلوماسي في سياق تحضيرات فرنسية وسعودية مشتركة لاستضافة مؤتمر أممي في الفترة من 17 إلى 20 يونيو المقبل، يهدف إلى وضع خارطة طريق واضحة نحو إنشاء دولة فلسطينية، بالتوازي مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل.

وتُعد هذه المبادرة خطوة مركزية في التحرك الدبلوماسي الذي يقوده ماكرون، رغم التحديات الدولية المعقدة المحيطة بها.

ووصل ماكرون إلى سنغافورة، الخميس، في المحطة الأخيرة من جولته في جنوب شرق آسيا شملت أيضاً فيتنام وإندونيسيا، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه.

وأكد ماكرون خلال جولته أن فرنسا تريد حل الدولتين للقضية بين إسرائيل والفلسطينيين، معرباً عن رغبته في رؤية نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن طريق حل الدولتين.

وقال إنه لا توجد معايير مزدوجة في السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط. وأضاف ماكرون متحدثاً من إندونيسيا: “الحل السياسي وحده هو الذي سيجعل من الممكن استعادة السلام والبناء على المدى الطويل”.

كما أكد ماكرون أن فرنسا قد تُشدّد موقفها تجاه إسرائيل إذا استمر الحصار المفروض على قطاع غزة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليه، معبراً عن قلقه العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.

وأوضح ماكرون في تصريحاته أن “الحصار الإنساني يخلق وضعاً لا يمكن الدفاع عنه على الأرض”، مشيراً إلى أن استمرار هذا الوضع يستدعي تحركاً جماعياً صارماً من المجتمع الدولي.

وأضاف قائلاً: “إذا لم يكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة، فمن الواضح أنه سيتعين علينا تشديد موقفنا الجماعي”.

كما شدد على أن باريس قد تدرس فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين كجزء من هذه الإجراءات، في محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياستها تجاه قطاع غزة.

مع ذلك، أعرب ماكرون عن أمله في أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بتعديل موقفها وأن تقدم استجابة إنسانية عاجلة تحسّن الأوضاع المتدهورة في غزة، قائلاً: “لكن لا يزال لدي أمل في أن تغير الحكومة الإسرائيلية موقفها وأن تحدث في نهاية المطاف استجابة إنسانية”.

وفي المقابل، انتقدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الضغوط الدولية المتزايدة بشأن الحرب في غزة، التي تعتبر الأعنف منذ عقود في الصراع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدة على موقفها الرافض للتدخلات الخارجية التي تضغط عليها لتغيير سياستها.

ويواصل المسؤولون الفرنسيون دراسة خطوة الاعتراف بدولة فلسطين المحتملة قبيل انعقاد المؤتمر الأممي المرتقب، حيث تهدف باريس والرياض إلى وضع خارطة طريق نحو حل الدولتين، تضمن الاعتراف الدولي بفلسطين وفي الوقت نفسه توفير آليات لضمان أمن إسرائيل، في ظل التوترات المتصاعدة.

وفي حال مضى ماكرون في تنفيذ هذا التوجه، ستصبح فرنسا أول دولة غربية كبرى تعترف رسمياً بدولة فلسطين، مما قد يشكل دفعة قوية لتحرك دولي تقوده حتى الآن دول أصغر وأقل تأثيراً، لكنها لطالما كانت أكثر نقداً للسياسات الإسرائيلية، لا سيما في ما يخص الاستيطان وانتهاكات حقوق الفلسطينيين.

Exit mobile version