مرصد مينا
أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي البلاد، اليوم الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية في إطار هجوم ما قالت إنه “استباقي” ضد قوات النظام السوري.
العملية، التي أُطلق عليها اسم “ردع العدوان”، قالت الفصائل إنها “تهدف إلى التصدي لمخططات النظام وتوجيه ضربة عسكرية للمليشيات المدعومة من قبل قواته”.
في هذا السياق، قال حسن عبد الغني، المتحدث باسم غرفة عمليات “الفتح المبين” (التي تضم هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى مدعومة من تركيا)، إن العملية العسكرية تهدف إلى “كسر مخططات العدو” من خلال ضربة استباقية لمواقعه.
كما أكد عبد الغني أن “قوات النظام قد زادت من حشودها العسكرية في المناطق القريبة من المناطق المحررة، ما يشكل تهديدا لأمن المدنيين في هذه المناطق”.
وقال إن “فصائل المعارضة تأخذ على عاتقها الدفاع عن المدنيين وتوفير الأمان لهم”، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو “إعادة المهجرين إلى ديارهم” وضمان عدم تهديدهم من قبل النظام أو المليشيات المتحالفة معه.
ومنذ فجر اليوم، تصاعدت الاشتباكات والعمليات العسكرية في ريف حلب الغربي بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة، وفصائل “الفتح المبين” من جهة أخرى.
وشنت قوات النظام قصفاً مكثفاً على المناطق المدنية بمشاركة طائرات حربية، خاصة في بلدات الأتارب ودارة عزة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وفقا لما أكده ناشطون في المنطقة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، إن الحصيلة الأولية للقتلى من كلا الطرفين بلغت 35 قتيلا، مشيرا إلى أن قتلى النظام بلغ 22 عنصرا و13 من المعارضة.
ولفت إلى أن فصائل المعارضة تمكنت من أسر عدد من عناصر النظام، دون ذكر العدد بالضبط.
كما بيّن المرصد أن “هيئة تحرير الشام” (الجهادية) و“فصائل غرفة عمليات فتح المبين” (فصائل مدعومة من تركيا) سيطروا على نقاط في تلة عقيل وتل الراقب وتل الدبابات قرب بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي.
يأتي هذا في وقت تستمر فيه الاشتباكات على محاور الشيخ عقيل والفوج 46، وسط غارات جوية للطيران الحربي الروسي الذي يواصل استهداف المناطق المستهدفة.
وفي خضم التصعيد العسكري، تشهد مناطق ريف حلب الغربي نزوحاً جماعياً للعائلات باتجاه منطقة عفرين وشمالي إدلب.
وقال ناشطون في المنطقة إن النازحين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، حيث يواجهون البرد القارس والأمطار، وسط حالة من القلق بشأن استمرار القصف والمعارك.
وفيما يخص الهجمات الأخرى، استهدفت قوات النظام اليوم بالصواريخ المنطقة الصناعية وطريقاً رئيسياً في أطراف مدينة إدلب، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.