مرصد مينا – إيران
أكد باحث أميركي، احتجزته إيران لمدة ثلاث سنوات، أن نظامها لا يريد تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن القيام بذلك سوف يبطل مبرر وجود النظام الثوري، كما أن الحديث عن وجود تهديد من عدو أجنبي يبرر له القمع الداخلي وتوسيع نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما حوله.
حديث الباحث «شيوي وانغ»، الذي سجن في إيران بتهمة التجسس، جاء من خلال مقال له على موقع «فورين أفييرز» بعنوان «دروس تعلمتها من ثلاث سنوات قضيتها في سجن إيراني. التقارب خيال- الجمهورية الإسلامية تزدهر من خلال التوترات مع الولايات المتحدة”».
وكان شيوي وانغ، خريج جامعة برينستون، قد كلف بإجراء دراسة في مراكز الأرشيف بطهران، لكنه اعتقل في آب/ أغسطس 2016، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في يوليو 2017 بتهمة «التجسس تحت ستار البحث، وجمع معلومات ووثائق سرية»، قبل أن يفرج عنه العام الماضي، بموجب صفقة تبادل سجناء مع واشنطن.
حول شكوكه في توجهات النظام الإيراني، يرى وانغ، أنه كان في بداية سنوات سجنه، مؤمنا بضرورة تعزيز العلاقات مع طهران، لكن أفكاره تغيرت بمرور الفترة التي قضاها هناك وبلغت نحو 40 شهرا.
وكشف الباحث الأميركي من أصول صينية، أن «طهران تتهم الأشخاص الذين يصرحون برغبتهم في تقريب العلاقات بين البلدين بـ(التآمر الناعم)، وفي هذا الإطار يدين الأميركيين الأبرياء الذين يصرحون بذلك، ويستخدمهم رهائن للحصول على تنازلات من الحكومة الأميركية».
وشدد «وانغ» خلال مقاله، على أن النظام الإيراني لا يكتفي بهذا، بل يستخدم هذا الأمر للتعبير عن أيدولوجية أساسية لديه، وهي أن «المصالحة مع الولايات المتحدة بمثابة تهديد له، ويجب قمع كل محاولات التقارب»، وفقاً ما ترجمه موقع «الحرة».
واستخلص الباحث هذه الحقائق خلال سنوات السجن التي أتاحت له فرصة التعرف على النظام من الداخل، ومقابلة شخصيات من أطياف المجتمع، ومن بينهم أشخاص عملوا لصالح النظام.
ويقدم الباحث الأمريكي، خلال مقاله، شهادة أحد المعتقلين معه في السجن، وهو موظف سابق في جهة حكومية رفيعة، والذي أبلغه أن الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قال إن النظام لا يريد أيّة مصالحة مع الولايات المتحدة، لأنها ستقوض شرعيته، ويريد فقط الإبقاء على حالة من التوتر يمكن السيطرة عليها من أجل تبرير سياساته الداخلية والخارجية.
