مرصد مينا
توقعت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الشهيرة من تصاعد الاضطرابات العالمية بسبب “كوفيد-19” الذي قالت إنه يهدد بتسريع التمرد والعنف والاضطرابات السياسية التي ستدوم طويلا. مشيرة إلى تحذير شركة المخاطر العالمية (Verisk Maplecroft) من أن حوالي 37 دولة قد تواجه حركات احتجاجية كبيرة، ربما تستمر لـ3 سنوات
المجلة ومن خلال مقال للكاتبة إيليس لابوت لفتت إلى أن الجهود المبذولة لاحتواء وباء كورونا ربما تكون حدت من الوفيات على المدى القصير، ولكنها عمقت، عن غير قصد، نقاط الضعف التي أرست الأساس للعنف طويل المدى والصراع والاضطراب السياسي، داعية قادة العالم، بما في ذلك القيادة الأميركية، أن يعوا هذا الخطر المتوقع عند إعادة فتح البلدان من إغلاق كورونا.
وأشارت إلى أن التاريخ مليء بأمثلة على الأوبئة التي كانت حاضنة للاضطرابات الاجتماعية، من الموت الأسود إلى الإنفلونزا الإسبانية إلى تفشي الكوليرا الكبير في باريس، لأنها تفاقم وتكشف عدم المساواة الطويل المستوطن قبل حدوثها، مضيفة أن جائحة كورونا ألقت ضوءا قويا على الانقسامات الاقتصادية والاجتماعية وجعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للفئات الضعيفة.
الكاتبة توقعت أن تشهد بعض البلدان، خاصة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية اضطرابات اقتصادية وسياسية واجتماعية بشكل أكبر من غيرها بسبب الفقر الموجود أصلا والنقص الكبير في اللقاحات، محذرة في الوقت نفسه من حدوث مستويات كارثية من النقص في الأمن الغذائي وربما الوصول إلى حالة من الجوع في دول مثل دول الساحل وإثيوبيا والسودان التي تنضاف فيها جائحة كورونا إلى كوارث أخرى مثل الجفاف وانتشار الجراد.
في سياق متصل أشارت “لابوت” إلى أنه ولأول مرة منذ 22 عاما، ارتفع معدل الفقر المدقع العام الماضي، ونسبت إلى منظمة أوكسفام الدولية تقديرها أن الأمر قد يستغرق أكثر من عقد حتى تتعافى أفقر دول العالم من الآثار الاقتصادية للوباء، مؤكدة أن الولايات المتحدة أيضا لم تكن بمنأى عن الصدمات التي أدى لها الوباء، إذ بدأ يتآكل فيها التماسك الاجتماعي، وازداد التوتر في العلاقات بين المجتمعات المحلية.