مرصد مينا – لبنان
قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن النظام السياسي الوحيد الذي عرفته الدولة اللبنانية ينهار، ولن يعود مرة أخرى، متسائلة: إن لم تكن كذلك ما الصورة التي تبدو عليها الدول عندما تنهار؟
وكشفت المجلة أن هذا السؤال يثيره المحللون كثيراً عند الحديث عن منطقة الشرق الأوسط، إذ تعاني خمسة دول حالياً من أزمة وجودية، وهي اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان، لافتة إلى أن واحدة من تلك الدول تقف وحيدة.
وأوضحت «فورين بوليسي» أن الدول الأربعة الأولى «عانت مؤخراً من انتفاضات وحروب أهلية وتدخلات خارجية ومعارك إقليمية بالوكالة، أما لبنان فهي على النقيض، لأن أزمتها ذاتية، وهو ما يجعلها ميؤوساً منها».
وشددت المجلة في تقرير لها على أن «لبنان لا يملك السيادة الكاملة… ولكن هذه المشكلة ليست هي السبب المباشر للأزمات التي تعاني منها الدولة، ما يشهده لبنان حالياً هو دوامة الموت لنظام ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية، لا أحد يعلم، حتى اللبنانيين أنفسهم، ماذا سيكون المستقبل».
ورأت المجلة أن «القصة باختصار، هي أن سنوات الخلل والفساد حاصرت الآن الطبقة السياسية اللبنانية، التي ازدهرت عبر تلك الوسائل في الماضي، وأصبح الإفلاس قريباً من لبنان»، وفقاً لـ«صوت بيروت».
وعبرت المجلة عن مطالب المحتجين بقولها: «المتظاهرون الذين اجتاحوا الشوارع في الخريف الماضي، يعلمون ما يحتاجه لبنان بالفعل: نظام جديد تماماً، يقوم على التخلص من الغنائم السياسية والمالية القائمة على النظام الطائفي، لمصلحة نظام أكثر إنصافاً وعدالة».
وختمت المجلة تقريرها بالاستنتاج أنه: «ولكن رغم هذه الجهود المقدّرة، فإن اللبنانيين ما يزالوا مثقلين بطبقة سياسية تريد الحفاظ على النظام الحالي، هذا يضع البلاد على مسار المعاناة لفترة طويلة، حيث يحاول قادتها التغلب على إفلاسهم المالي والأخلاقي. هذا هو مشهد الانهيار».
وتعيش الدولة اللبنانية أزمات عدّة، أولها تدخلات ميليشيا «حزب الله» في الأمور الداخلية بناء على ما تقتضيه مصلحة الحزب دون مراعاة مصالح الشعب اللبناني، وهذا ما ظهر أكثر عند هجوم عناصر على المحتجين السلميين في الشوارع، بالإضافة إلى تدخلاته في أكثر من بلد عربي وخاصة سوريا والتي سببت شرخاً بين الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى.