فيديو.. مدير مستشفى تونسي يبكي لانهيار المنظومة الصحية في البلاد

مرصد مينا- تونس

بعد أيام من إعلان السلطات التونسية، انهيار المنظومة الصحية في البلاد، وسط امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء والتفشي السريع لجائحة كورونا، هيمنت حالة من الصدمة والحزن على الشارع التونسي، مع تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مدير مستشفى وهو يبكي خوفا على حياة عشرات المصابين بفيروس “كورونا”، مع اقتراب نفاد مخزون الأوكسجين.

في الفيديو الذي حظي بتفاعل واسع على منصات التواصل، قال “حبيب وشّام”، مدير مستشفى “ماطر” المحلي في محافظة بنزرت شمال البلاد، إنه غير قادر على إنقاذ أرواح 40 مصابا، بسبب اقتراب نفاد مخزون الأوكسجين.

كما وجه “وشّام”، نداء استغاثة بضرورة توفير أسطوانات أكسجين في الوقت المناسب، لإنقاذ هؤلاء المصابين الذين يعانون صعوبات في التنفس.

يشار إلى أن وزارة الصحة أعلنت قبل أيام عن انهيار القطاع الطبي التونسي بسبب الارتفاع الكبير في أعداد مصابي كورونا، مبينةً أن المستشفيات تجاوزت قدراتها الاستيعابية وأن لا أسرة فارغة في المستشفيات.

وحسبما نقلت وسائل إعلام محلية، يوجد في المستشفى المحلي بـ “ماطر” 40 سريرا، بينها 30 سرير أوكسجين، فيما يتم توجيه الحالات الأخطر إلى مستشفيات مجاورة.

كما أكدت مصادر محلية أن هذا المستشفى موجود في فضاء مفتوح دون أبواب، وجدرانه أغطية قماشية، وسجل وفاة 6 مرضى في اليومين الماضيين.

النائب البرلماني عن حزب “الدستوري الحر”، “علي الطياشي”، قال في تصريحات صحفية، إن “الوضع بالمستشفى المحلي في ماطر يسوء يوما عن آخر.. نقص في الأطر الطبية وشبه الطبية”، مشيرا إلى أن “نداء مدير المستشفى سببه الخوف على أرواح المرضى في ظل نقص مخزون الأوكسجين الطبي”.

واعتبر البرلماني التونسي، أن المسؤولية ملقاة على عاتق وزارة الصحة، التي يجب أن تتحرك وتوفر متطلبات الرعاية الصحية لسكان المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 70 ألف نسمة، مؤكدا أن “النقص يشمل التجهيزات والأسِرة وقوارير الأوكسجين وقسما للإنعاش”.

وتشهد تونس زيادة كبيرة في حالات الإصابة بـ”كوفيد-19″، وتقول سلطات الصحة إن وحدات الرعاية المكثفة امتلأت عن آخرها وإن الوضع كارثي بعد نجاح البلاد في احتواء الفيروس في الموجة الأولى للجائحة العام الماضي.

يذكر أن رئيس الحكومة التونسية، “هشام المشيشي”، كان علق يوم أمس الأحد على أزمة الأوكسجين في مستشفيات البلاد وانهيار القطاع الصحي بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، معتبرا أن الكثير من الشائعات والأنباء المتضاربة تطلق في تونس بسبب نقص إمدادات الأكسجين في المستشفيات وهو ما يسمح بانتشار أنباء متضاربة في هذا الشأن، مضيفاً: “أوقفوا هذا السيرك”.

ولم ينف “المشيشي” وجود أزمة أوكسجين في البلاد كما أقر بوجود مشكلة متكررة متعلقة بالمستوى الاتصالي في وزارة الصحة، مشدداً على ضرورة توفير الأكسجين في جميع المؤسسات الصحية والمراكز الطبية في تونس، وذلك خلال الاجتماع الذي بحث ضمان تزود المستشفيات على المدى القصير والمتوسّط بمادة الأكسجين.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن “عدد الوفيات اليومي في تونس هو الأعلى في أفريقيا والدول العربية”، فيما قفز عدد الإصابات الإجمالي إلى نحو 530 ألفا، بينما وصل عدد الوفيات إلى 17200.

وبوتيرة شبه يومية، تستقبل تونس، منذ أيام، طائرات من دول عديدة محملة بمساعدات طبية وغذائية.

ويوم السبت، سجلت تونس 140 وفاة و7 آلاف 524 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 540 ألفا و798 إصابة، منها 17 ألفا و354 وفاة، و429 ألفا و646 حالة شفاء.

Exit mobile version