مرصد مينا
تسببت الفيضانات الغامرة في السودان في تدمير نحو 70 قرية بالمناطق الشمالية والشرقية كليا وجزئيا. ووفقا لتقرير حكومي بلغ عدد المنازل المنهارة كليا 12 ألفا و420 منزلا، وتركزت معظم الأضرار في الولايتين الشمالية ونهر النيل.
وأمس الأنثنين أعلنت السلطات السودانية، ارتفاع عدد قتلى السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 132 شخصا، في حين أدى انهيار سد بولاية البحر الأحمر إلى غمر وتضرر عشرات القرى.
وتزامنا مع الفيضانات في شرق السودان، اجتاحت مجددا أمطار غزيرة وسيول مدنا وقرى بالولاية الشمالية، ما أدى إلى انهيار مئات الأبنية وإغراق أراض زراعية وقطع طرقات، مما أدى لتشريد 100 ألف شخص.
وتحدثت مصادر عن صعوبة حصر الضحايا، حتى مساء الثلاثاء، لكن حسب معلومات موثقة من مناطق متفرقة، فإن ما لا يقل عن 7 أشخاص بينهم 3 أطفال ماتوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينما يُتوقّع ارتفاع الأعداد بسبب تضرر الكثير من المستشفيات والمرافق الطبية.
وأفاد شهود عيان بأن “أمطارا غزيرة هطلت على مدن الولاية الشمالية، دنقلا وكريمة وأبو حمد ومروى والقولد وعبري، وعدد من قرى الولاية”.
وذكر الشهود أن “الأمطار استمرت في الهطل منذ مساء أمس الاثنين وحتى صباح الثلاثاء لأكثر من 8 ساعات”. وأضافوا: “أدّت السيول والأمطار إلى انهيار مئات المباني والبيوت، وقطع عدد من الطرق الحيوية مع انقطاع الكهرباء”.
من جانبها، أعلنت السلطات السودانية تعطيل الدراسة في الولاية الشمالية بكافة مراحلها بسبب الأمطار والسيول.
وغالبا ما يشهد السودان أمطارا غزيرة تسبب سيولا وفيضانات بين شهري مايو وأكتوبر من كل سنة، ما يلحق الأضرار بالبنى التحتية والمحاصيل ويشرّد عائلات بكامله
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان “أوتشا”،مساء الأثنين، إن 30 شخصا لقوا مصرعهم جراء انهيار سد أربعات شرق السودان، ورجّح أن يكون عدد الوفيات أكبر من ذلك.
وتأتي هذه الفيضانات المدمرة في وقت تشهد فيه السودان حربا أهلية دموية مستمرة لأكثر من 16 شهراً بين الجيش وقوات”الدعم السريع”، والتي تسبب بتدمير البنى التحتية والمنظومة الصحية في البلاد.
ووفقاً لإفادات الشهود في الولاية الشمالية فقد تسبّبت الأمطار في سيول بالأودية، وتدفقت المياه الجارفة بغزارة لتغمر عشرات المدن الكبيرة والقرى، وتسببت في دمار كبير للمنازل، ودفعت بالآف السكان من النساء والأطفال وكبار السن إلى العراء.
ووصف الشهود الوضع بأنه “كارثة حقيقية”؛ لما خلّفه من خسائر وأضرار كبيرة تتعذّر معها عمليات الحصر في الوقت الحالي، في ظل صعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق المتضررة.
وجرفت السيول الطرقات الرئيسية التي تربط بين مدن الولاية، ما أعاق جهود العون الذاتي في الوصول إلى الكثير من المناطق.
وأطلق الأهالي في عدد من تلك المناطق التي تضررت بشدة، نداءات استغاثة عاجلة لتوفير المواد الإغاثية من الخيام والمشمعات والمواد الغذائية ومياه الشرب لمئات الأسر في العراء.
ورأى عدد من خبراء الأرصاد الجوية أن سقوط أمطار بمعدلات كبيرة تؤدي إلى تدفق السيول في مناطق واسعة من شمال البلاد من الأحداث النادرة، يشير إلى توقعات سابقة بحدوث تغيّر مناخي كبير في كل أنحاء البلاد في السنوات المقبلة.
وتوقع الخبراء في ظل وجود الفاصل المداري شمالاً، استمرار تساقط الأمطار بغزارة، وسيلان مياه الأودية والخيران، ما قد يُغرق مساحات كبيرة من مدن وبلدات الولاية الشمالية.
بدورها توقعت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، الثلاثاء، هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وزوابع رعدية في 13 ولاية بالبلاد.
ودعت المواطنين في تلك المناطق إلى اتحاذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري الأودية والخيران، وتجنّب المنازل الأيلة للسقوط.