بعد “حزب الله” بفرعيه اللبناني والعراقي، وبعد “الحشد الشعبي”، وبعد “الحرس الثوري”، سيكون التداول لاسم جديد على الساحات السياسية في الشرق الذي يبتكر أسماء لتنظيمات مستمدة من “الله” و “الإسلام”، أما عن حقيقة صلتها بالإسلام أو بالله، ما من دليل عليها سوى “الاغتيالات”، والعنف”، والعودة إلى ثقافة الكهوف.
ـ ثقافة الكهوف؟
نعم، فالأمر هنا لم يعد مجازًا لغويًا بل حقيقة تصف نفسها، وهذا تنظيم يستنبت أجنحة في العراق اسمه:”أهل الكهف”.
بالتعريف،
تُعتبر «أصحاب الكهف» أكثر جماعات الواجهة استخداماً من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق لإخفاء تورطها في العمليات العسكرية وأكثرها شهرة. ويرتبط هذا التنظيم ارتباطاً وثيقاً بشكل خاص بـ «عصائب أهل الحق» وأمينها العام قيس الخزعلي.
وفق سيرتهم فأصحاب الكهف هؤلاء من أقدم جماعات الواجهة للميليشيات الحالية، حيث ظهرت للمرة الأولى عام 2019 وظلت نشطة باستمرار منذ ذلك الحين. وفي أوساط العراقيين، تُعتبر إحدى جماعات الواجهة الأكثر شهرة، ويُستخدم اسمها أحياناً كاختصار لجماعات الميليشيات الجديدة.
أما عن أهدافهم واستهدافاتهم، فالمعلن عنهم أنهم يتبنون مسؤولية الهجمات التي تنفذها الفصائل. وقد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات بعبوات ناسفة على قوافل منذ آذار/مارس 2020، وهجوماً صاروخياً واحداً على الأقل على السفارة الأمريكية .
في تقنياتهم، التنظيمية تتواصل الجماعة بشكل أساسي من خلال البيانات التي تحمل اسمها تقوم بنشرها عبر الإنترنت، والتي يتم إعادة نشرها بسرعة عبر شبكات الميليشيات.
وهاهم اليوم، يصعدون الواجهة في العراق، متجاوزين نظرائهم من “الكهوف الأخرى” من مثل “عصبة الثائرين” أو “قاصم الجبارين”، في تزامن مع حدوث صدع بين “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” حول الاستراتيجية.
• في 25 كانون الأول/ديسمبر 2020، انضمّت هذه الجماعة إلى الحملة الإعلامية الشرسة للإفراج عن أحد عناصر “عصائب أهل الحق”، فأصدرت بيانات أكدت استعدادها للنزول إلى الشارع إذا أمرت قيادة “عصائب أهل الحق” بذلك.
• في كانون الأول/ديسمبر 2020 وأوائل كانون الثاني/يناير 2021، نشرت حسابات مرتبطة بالجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات مبطنة لاستراتيجية ميليشيا “كتائب حزب الله.”وبدا أن أن هذا الصدع قد انتهى في 6 كانون الثاني/يناير. وفي غضون ذلك، قامت «أصحاب الكهف» بتغيير شعارها إلى صورة أقرب في أسلوبها إلى جماعات “المقاومة” الأخرى.
• في 15 شباط/فبراير 2021، أعلنت «أصحاب الكهف» مسؤوليتها عن هجمات صاروخية على قوات تركية في شمالي العراق.
تدير «أصحاب الكهف قنواتها الإعلامية الخاصة على موقعي “تلغرام” و”تويتر”.
قد تتحكم «أصحاب الكهف» بشكل مباشر في [الأفراد الذي يلقون] القنابل المزروعة على جانب الطريق ويطلقون الصواريخ من شبكات “عصائب أهل الحق”، أو قد يكون ذلك مجرد حملة إعلامية.
وبالنتيجة، هاهو العراق اليوم، ما أن يتنفس حتى تتقدم قوافل (خنقه) إلى الصفوف الأولى، وهو البلد الذي شهد مايزيد عن 100 ألف عالم، موصوف بـ “عالم”، وهو بلد الـ “ستة ملايين” نخلة”، وهو بلد النهرين.
احتله الأمريكان، فأهدوه للإيرانيين، وما على الإيرانيين بسلطة الملالي سوى إهدائه للجحيم.
جحيم يتنقل حاملاً أسماء، لم تتعب أهاليها بها كما حال الرحابنة وقد أطلقوا أغنيتهم الشهيرة “أسامينا، شو تعبوا أهالينا”، وإنما هي أسماء مستمدة من سلطة الكهوف.. ثقافة الكهوف، ضباع الكهوف.