العنوان ودون أن نستخدم مصطلح “المظلة” هو الحرب على إسرائيل من أقرب الجبهات عليها ونعني العاصمة السورية دمشق.. هوذا العنوان الذي اشتغلت عليه طهران بدءًا من “الخميني” وصولاً إلى قاسم سليماني وقد قُتِل دون أن يثأر الملالي لمقتله وكانوا قد وعدوا بذلك، وهاهي إسرائيل اليوم تسدّد الضربة 1200 على القوات الإيرانية في سوريا عبر استهداف مطار دمشق الدولي، أما الضربات السابقة فقد شملت 4800 مهمة قتالية، وبمجموعها تستهدف القوات االإيرانية.
ـ ما الذي كان عليه شكل االرد؟
ـ لا رد.
وهنا سيأتي السؤال:
ـ إذن ما االذي جئتم من أجله؟
بالتفاصيل الأقرب للدقة، فقد حدثت تغيرات كبرى كانت قد طرأت على النفوذ الإيراني في مطار دمشق الدولي من بينها أنها أخلت العديد من المواقع داخل المطار دمشق وفي محيطه، من بينها كافة المستودعات الدائمة والمؤقتة داخل المطار وفي محيطه، لاسيما المستودعات المؤقتة الواقع بالقرب من مدارج الطيران.
عمليات الإخلاء شملت خمسة مقرات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية من محيط المطار، إضافة لنقل كافة أجهزة الرادار والتشويش إلى مواقع عسكرية أخرى في محيط العاصمة.
وهنا سيأتي السؤال االلاحق: ماذا تبقى لإيران في المطار؟
ما أبقته هو قاعة اجتماعات واحدة في محيط المدرج الشمالي للمطار، إضافة لمجموعة صغيرة مهمتها حراسة “البيت الزجاجي” الذي يستخدم كمقر لبعض الاجتماعات أيضاً.
وفي المعلومات فإن إيران أصدرت قراراً بإيقاف كافة الرحلات الجوية لطائرات الشحن المحملة بالأسلحة، والقادمة من طهران إلى دمشق، خلال الفترة الراهنة.
ما هي وجهة الميليشيات الجديدة؟
أحد المواقع التي نقلت إليها الميليشيات الإيرانية مستودعاتها من داخل ومحيط مطار دمشق الدولي، يقع في المنطقة الواقعة بين مطار دمشق الدولي، ومطار “بلي” العسكري في ريف دمشق، وهو عبارة عن سلسلة مستودعات ضخمة، أنشأتها إيران في المنطقة خلال السنوات الماضية، تستخدم لتخزين الأسلحة والذخائر.
كل ما سبق سيشير بالضرورة أن لاجبهة إيرانية بمواجهة إسرائيل ولا مجابهات، فالضربة تتلو الضربة ولا من رد سوى “تأجيل الرد”، ومن المؤكد أن المؤجل هذا لم يأت، وغالبًا لن يأتي، فكل مالدى ملالي إيران هو احتلال دمشق العاصمة، والاشتغال على تغيرات ديمغرافية تؤدي فيما تؤدي إلى ترحيل السكّان الأصليين من مواقعهم ليحل محلهم “الزينبيون” و ” “الفاطميون” وسوى هذين الشعارين من تواجد إيراني لم يتبق له سوى مهمة وحيدة:
ـ “أيرنة” العاصمة بعد الشراكة مع النظام على إفقار الناس ونهبهم، وخلق مدى حيوي لإيران التي تفقد مع كل يوم مدى حيوي اشتغلت عليه، وهذا حالها في العراق، ولن يبقّى لبنان بمنأى عن طرد “الإيراني” منها، بعد هزيمة “محتّمة” وإن كانت “مؤجلة” لحزب االله، الحزب الذي اشترى بالمال تارة، وبالعقيدة تارة، أنصارًا له من البيئة الشيعية التي تعاني اليوم مايعانيه كافة اللبنانيون بفارق التقاء “الجوع مع الأسر” في هذه البيئة، فالمخصصات المالية الإيرانية لهذا الحزب باتت أقرب إلى التجفاف، أما االعقيدة فتأكلها المجاعة وتنحيها ججانبًا، خصوصًا إذا علمنا انها عقيدة قوامها الموت، والتضاد مع الحياة، وهو ما لايتوافق مع أي عقل خلاّق، ولشيعة لبنان شخصيات خلاّقة وقعت في أسر “الحزب” ولابد أن تنتفض عليه، ولابد ويترافق هذا مع إخراج إيران من سوريا، وليس هذا بالأمر المستبعد إذا ماعلمنا الصراع الروسي / الإيراني في سوريا وقد تظهّر هذا الصراع في اللقاء الثلاثي الذي جمع النظام مع الأتراك بالرعاية الروسية، وبإغفال أيّ دور أو وجود إيراني في االصيغة.
نكرر..
إسرائيل استهدفت خلال الخمس سنوات االفائتة 1200 هدفًا للقوات الإيرانية في سوريا، وألقت عليها 5500 صاروخًا، وافتتحت 2023 بضرب مستوداعتها في مطار دمشق وأخرجته عن الخدمة.
كل ذلك ولا رد إيراني.
المظلّة التي احتمت إيران بها بدءًا من صعود الخميني إلىى اللحظة تمزقت.
إيران لييست بمواجهة إسرائيل، ولن تكون.
لو كان الأمر كذلك لثأرت أقله لمقتل عقلها “قاسم سليماني”.