في انزياحات العدو والصديق

العالم ينزاح، لافي المفاهيم والوسائل وأدوات التعبير فحسب، هو ينزاح في الجغرافيات، وفي الصداقات والعداوات، وكذلك في الاولويات، أما عن العداوات، فلابد للبشري، فردًا أو أمة، أن يحدد مَن العدو ومَن الصديق، ومَن بالوسع أن يتحوّل إلى عدو، ومن لن يغادر موقع الصديق، وهذا الاخير نادر سوى بمعطيات الرغبة.

واليوم، من هو عدو العرب الاول، بل على وجه التحديد:

ـ من هو عدو مجموعة دول الخليج الأول؟

بالنسبة للخليجيين، فاول من يمثل تهديدًا حقيقيًا لحياتهم ومواردهم هو “إيران الملالي”، والجماعة محقين في اعتباره عدوًا ولمجموعة من الأسباب، أولها في اشتغال إيران على تصدير ثورتها، دون نسيان انها تشتغل على تصدير نموذجها وهو نموذج خارج الزمن ومعاد للتاريخ، وليس ثمة دوغمائية عقائدية تساوي دوغمائية الخميني بخطابه وممارساته.

 وثانيها، أن  بحر الخليج إذا مابات تحت االقبضة الإيرانية، فلايعني هذا سوى تعطيله خليجيًا وتحويله إلى ممتلكات “الامبراطورية” الصاعدة التي ستمسك بمفاتيح العبور وبالتالي مفاتيح الحياة والاقتصاد، فتخنق الخليج، بما يجعل نفطه وثرواته تحت تصرف وسطوة ملالي إيران.

 وثالثًا، لن تتوقف إيران عن تصدير كوارثها إلى المنطقة، وهي الطامحة لإضافة الخليج لممتلكاتها بعد أن فرضت سطوتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهذا لسان حال سياسييها المُعلن، وهو مالايحتاج إلى شهود.

كل ذلك يدفع بتشكلات جديدة للمنطقة، تشكلات أعم من المجموعة الخليجية، فالعرب، وقد باتوا شتات امم، لابد ويجمعهم محور ما، ومصر إن غابت يغيب المحور، أقله بعد أفول شمس بغداد، وانهيار دور دمشق، وبالنتيجة لابد من محور، بمقابل محور، وهو المحور الذي يجمع طهران بمجموعة من القوى التي لم تقدم نموذجًا يتجاوز إماتة الزمن، واستدعاء العرب إلى كهوف العقائد، وكهوف الحياة، وديمومة التناحر والاشتباكات التي استنزفت الموارد، وحطت من شأن البلدان.

نلوم الخليجيين على صفقة العصر؟

حسنًا.. وماذا كانت بدائلها وسوابقها؟

الحرب مع إسرائيل؟

وما الذي جاءت به الأيام من الحرب مع إسرائيل؟

كل ماحملته تأبيد الاستبداد، وإحراق المحاصيل، والنصر علىى الناس مقابل الهزيمة التي تتلو هزيمة بمواجهة إسرائيل.

Exit mobile version