مرصد مينا – هيئة التحرير
مع اقتراب تنصيب “جو بايدن” رئيساً لولايات المتحدة، في 20 كانون الثاني القادم، يتساءل الكثيرون عن شكل قضايا الشرق الأوسط في ظل إدارته، خاصةً وأنه يحمل توجهاتٍ وأفكارٍ وقناعاتٍ، مختلفةً تماماً عن سابقه، “دونالد ترامب”.
من بين القضايا، التي لا يزال مصيرها هو الأكثر غموضاً، تبرز القضية اليمنية، بحسب ما يؤكده المحلل السياسي، “عبد الناصر التعزي”، الذي يشير إلى أن موقع القضية اليمنية غير واضحٍ ضمن أولويات الإدارة المنتخبة حتى الآن، ما يزيد المشهد ضبابيةً في البلاد التي تشهد حرباً منذ أكثر من 6 سنوات.
يشار إلى أن الأزمة اليمنية بدأت في صيف العام 2014، بعد انقلاب ميليشيات الحوثي على الحكومة الشرعية في العاصمة صنعاء، بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
كما يعرب “التعزي” عن وجود قلق في الأوساط اليمنية، من إمكانية أن تشكل إدارة “بايدن” امتداداً لإدارة الرئيس الأسبق، “باراك أوباما”، والتي تتهم من قبل عدة أطراف محلية وإقليمية، بالمسؤولية عن التوغل الإيراني في اليمن عبر الحوثيين، بسبب سياساتها المتساهلة مع إيران وأنشطتها في المنطقة.
يذكر أن “بايدن” شغل منصب نائب الرئيس الأسبق، “أوباما” كما أنه اعتمد في إدارته الجديدة على عددٍ من المسؤولين السابقين، بينهم “جون كيري”، الذي شغل منصب وزير الخارجية في الإدارة ذاتها.
في ذات السياق، يعتبر الباحث في شؤون الشرق الأوسط، “أنتون جوهانس” أن إدارة “بايدن” تمنح ملفات سوريا والعراق والسلام وإسرائيل، أولوية أكبر من القضية اليمنية، على الرغم من مأساوية الأخيرة، لافتاً إلى أن المؤشرات الحالية، لا توحي بوجود تحرك أمريكي حاسم في تلك القضية، خلال السنوات الأربع القادمة.
وربط “جوهانس” أي تحرك من “بايدن” ضمن الساحة اليمنية، بتطورات الوضع الإيراني والسياسة التي قد يتبعها في التعامل مع ذلك الملف، مشدداً على أن قضية اليمن لا يمكن حلها إلا بموقف دولي واضح وصريح بقيادة أمريكية، يحاصر الميليشيات الحوثية ويحد من الدعم الإيراني لها.
يذكر أن الأمم المتحدة قد حذرت من ارتفاع موجة الجوع والمجاعة في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن، مشيرةً إلى أن الفقر وصل إلى 80 بالمئة.
تعليقاً على الإحصائيات السابقة، يوضح “جوهانس” أن الناحية السياسية وآلية التعاطي الأمريكية بهذا النوع من القضايا يكون منفصلاً تماماً عن الناحية الإنسانية، وأن مساعي الولايات المتحدة في هذا الإطار تشمل تقديم المساعدات والإغاثات، ولكنها لا ترسم سياساتها على ذلك الأساس.
ويضيف “جوهانس”: “في القضية السورية على سبيل المثال، كانت الأزمة الإنسانية في أشد مراحلها وكان يومياً يسقط مئات المدنيين جوعاً وبرداً وقصفاً، وعلى الرغم من ذلك لم يكن هناك أي تحرك حاسم ضد شخص الأسد واستمرارية نظامه من قبل وشنطن، والأزمة لا تزال مستمرة حتى اليوم، على الرغم من مرور عشر سنوات”، في إشارة إلى إمكانية تكرار السيناريو السوري في اليمن وامتداد الأزمة حتى سنوات قادمة.