في ذكرى الانسحاب من الجنوب.. هل يقع حزب الله في فخ حرب جديدة

مرصد مينا – هيئة التحرير

20 عاماً على ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، يبدو أنها لم تكن كافية لوضع حد للتكهنات حول إمكانية اندلاع مواجهات بين ميليشيات حزب الله، التي ترفع شعار “المقاومة والممانعة”، وبين إسرائيل، التى ترى في الحزب جزءاً من مشروع إيران في المنطقة، ليبقى السؤال مفتوحاً: “هل حزب الله لا زال قادراً على مواجهة إسرائيل؟”.

وكانت إسرائيل قد أعلنت عام 2000 انسحابها من جنوب لبنان بشكل مفاجئ، بعد احتلال دام لأكثر من 22 عاماً، لتبقى حتى الآن منطقة مزارع شبعا تحت السيطرة الإسرائيلية.

لا شيء كما كان عليه في 2006

التوقعات بأن يبادر حزب الله لمهاجمة إسرائيل، تربطها مصادر لبنانية خاصة، لموقع مينا بتبدلات الأوضاع في المنطقة عموماً، بين عام 2000 والوقت الحالي، على اعتبار أن الظروف بالنسبة للحزب لم تعد كما كانت في تلك الآونة، موضحةً: “في لبنان أغتيل الحريري، وتبدلت المواقف السياسية من سلاح حزب الله، وخرجت قوات النظام السوري، وحل مكاناً عنها النفوذ الإيراني، حزب الله محاصر على الساحة الداخلية حتى من قبل حلفاءه الحكوميين، الاقتصاد اللبناني منهار، كل تلك المؤشرات توحي بأن الحرب على الأقل من الجبهة اللبنانية لن تفتح إلا إذا تم فرضها من قبل الطرف الآخر من الحدود”.

ويواجه حزب الله حالياً العديد من الضغوط بعد اتهامه باغتيال “الحريري”، وتحمليه مسؤولية العزلة، التي يعيشها لبنان، بسبب تبعيته الكاملة لإيران، في حين آخر دعوات نوع سلاحه جاءت من التيار الوطني الحر، حلفيه في الحكومة الحالية، ولاذي دعاه للمفاضلة بين سلاحه وعيش اللبنانيين.

الظروف العامة للحزب، وكما يراها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، “هلال خشان”، تضعف من قوته على تحمل صراع هائل آخر مع إسرائيل، خاصةً وأنه على المستوى الإقليمي، لا يعيش أفضل حالاته بسبب الضغط الإسرائيلي، والاضطراب الداخلي، ومشاكل الإيرانيين، مضيفاً: “تكبد الحزب خسائر فادحة في الحرب السورية، وخسر نحو ألفي مقاتل أثناء القتال إلى جانب الأسد، وبعد أن كان يُنظر لها ذات مرة على أنها حركة تحرير، بات كثيرون في لبنان والمنطقة يعتبرون حزب الله قطعة شطرنج إيرانية”.

وشهدت الأشهر الماضية اندلاع عدة مظاهرات في ضاحية بيروت الجنوبية، بسبب ارتفاع أعداد القتلى في سوريا، في ظل عدم وجود إحصائيات حول العدد الكلي، بالإضافة إلى الاحتجاج على الظرف المعيشية وتعامل قيادات الحزب مع الأهالي.

سذاجة سياسية

الحديث عن فارق الإمكانيات، يمثل من وجه نظر الكاتب “ماجد كيالي” حجر الزاوية في الحكم على إمكانية إقدام الحزب على مهاجمة إسرائيل، معتبراً أن الحديث عن وجود نوع من التكافؤ بين إسرائيل وحزب الله ينطوي على سذاجة، ومحاولة للتغطية والمواربة والتلاعب، إذ لا يوجد بحسب قوله، تناسب بين إسرائيل من جهت وبين حزب الله من جهة أخرى، إذ حتى إيران، التي تقوم إسرائيل باستهداف مواقعها في سوريا ولبنان والعراق باستمرار، ومنذ عامين، لا ترد، وفقاً لم نشرته جريدة العرب.

وشكلت قواعد حزب الله في سوريا وضاحية بيروت الجنوبية، هدفاً للغارات الإسرائيلية طيلة السنوات الماضية، والتي أدت إلى مقتل عدد من قيادات الحزب، على رأسهم القيادي.

وهنا يذهب الباحث في برامج الشرق الأوسط، “نيكولاس بلانفورد”، في ترجيحاته بعدم إقدام حزب الله على مهاجمة إسرائيل، إلى إدارك قادة الميليشيا اللبنانية بأنه في حال وقعت حرب ما، فإن ما حصل عام 2006 سيكون أشبه بنزهة، على حد وصفه، لما يمكن أن تتسبب به الآلة العسكرية الإسرائيلية من دمار هذه المرة.

وكانت حرب 2006 قد اندلعت بعد أن أعلن حزب الله عن اختطاف جنود وضباط اسرائيلين لتستمر 14 يوماً متواصلة، انتهت بصدور القرار 1701، الذي تسببت بخسائر اقتصادية للبنان وصلت إلى 25 مليار دولار بحسب أوساط سياسية لبنانية.

مصالح وحرب هوليودية

خلافاُ لما يطلقه الاسرائيليون وقادة حزب الله على وسائل الإعلام، يشير مراسل الشؤون الدبلوماسية والدفاع في وكالة بي بي سي، “جوناثان ماركوس”، في تحليله للاوضاع إلى أن كلا الجانبين الإسرائيلي وحزب الله، لا يبحثان عن مواجهات مفتوحة بينهما في الوقت الراهن، مضيفاً: “الأمر بينهما أشبه بفيلم قديم، تُكتشف فيه قنبلة بسلك إشعال فتيل طويل، ويحاول البطل إطفاءه في الدقائق الأخيرة، وفتيل هذه الأزمة قد يبدو أطول من الأفلام، لكن لا أحد يعلم كم من الوقت سيدوم.

وكان القيادي العسكري في الجبهة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، الكولونيل “يسرائيل فريدلر”،قد تعهد في وقت سابق وخلال مناورات عسكرية، ببذل كافة الجهود لهزيمة الحزب في أي حرب قادمة، في حين شدد وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، ورئيس هيئة الأركان الأسبق، “غابي أشكنازي” على أن الحرب مع الحزب لم تنته بعد.

Exit mobile version