مرصد مينا
حيث ظهرت انقسامات جديدة في جماعة الإخوان المسلمين تزامناً مع القيادي عصام تليمة إعادة نشر الطبعة الأولى من كتاب “في ظلال القرآن” لمنظر التنظيم، سيد قطب، والذي تضمن مشروع الجماعة ومنهجها الحركي.
واتهمت قيادات الجماعة تليمة بنشر الكتاب لمحاولة طمس هوية سيد قطب ومشروع الجماعة كلية، والتنصل من فكر منظر التنظيم في التوحيد والحاكمية والولاء والبراء والمنهج الحركي من الانتشار حتى الوصول لأستاذية العالم.
يشار أن عصام تليمة الموجود في تركيا والذي شغل منصب مدير مكتب يوسف القرضاوي مفتي الجماعة الراحل، أعلن إعادة نشر الطبعة الأولى لكتاب “ظلال القرآن” لـسيد قطب، وهي النسخة التي تم إعادة طبعها مرات متعددة وإضافة أجزاء كثيرة لها ضمت أفكار قطب عن الحاكمية والجاهلية والتكفير والعزلة الشعورية، وهو ما رأته قيادات الإخوان محاولة للتنصل من أفكار قطب وإظهار الجماعة، وكأنها نسبت له ما لم يقله وتعاملت معه كمنهج تنظمي وحركي لها واستمرت فيه منذ وفاته وحتى الآن. ، بحسب “العربية نت”.
بدأ سيد قطب إعداد الكتاب بطلب من “مجلة المسلمون” التي كان يرأس تحريرها سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، وبدأ بالفعل فيه، ومع دخوله السجن عام 1954 ، توقف المشروع، لكنه عاد للكتابة مرة أخرى وهو داخل السجن بعدما رفعت مجلة المسلمون قضية على مصلحة السجون في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مطالبة المؤلف باستكمال التفسير.
ونفّذت الدولة الحكم القضائي، وكتب قطب أجزاء أخرى من الكتاب وأضاف المنهج الحركي للجماعة إليه وهو الكتاب النهائي الذي أصبح منهجا ودستورا للجماعة إلى اليوم، حتى جاء تليمة ونشر الطبعة الأولى منه، والتي لم يذكر فيها قطب المنهج الحركي ولا الحاكمية وغيرها.
ووفق تفسيره لما فعله وردا على الهجوم عليه، قال تليمة عبر منشور على صفحته على مواقع التواصل إن قطب واحد من هؤلاء الذين مر فكرهم بمراحل، ولذا يثور الجدل كثيرا حول فكره، وبخاصة فكرة اتهامه بوصم المجتمع الإسلامي بالجاهلية، والحكم بتكفيره، وهي قضية دوما تذكر وتنسب له، مضيفا أن الكتاب مر بتحولات وكتب على مراحل، فمرحلة ما كتبه قطب منه قبل السجن يختلف عما كتبه في السجن، ولذلك تقرر نشر الطبعة الأولى لتتحول دفة الحديث البحثي في اتجاه جديد يتناول مرحلة سيد قطب الفكرية الأخيرة.
وفور صدور الكتاب وخروجه للنور هاجمت جبهة إسطنبول وجبهة لندن والتيار الثالث داخل الإخوان تليمة واتهموه صراحة بالعمل على نسف الجماعة وتحويلها لتيار فكري، واصفين ما فعله بأنه فجور وخيانة للأمانة، وأنه يعمل لحساب آخرين يكرهون فكر سيد قطب فى الحاكمية والولاء والبراء.
ويرى التيار الثالث داخل الجماعة والمعروف باسم “الكماليون”، نسبة لمحمد كمال، قائد الحركات النوعية المسلحة التابعة للتنظيم، والذي قتل في مواجهة مع قوات الأمن في العام 2016، أن الكتاب يقف وراءه تيار جديد يحاول نسف الجماعة، وتحويلها لتيار فكري وهو تيار سينبثق من داخل جبهة لندن وكان يدعم ذلك إبراهيم منير قبل وفاته.