مرصد مينا
المعلومات الواردة من لبنان، تشير بأن وليد جنبلاط دعى حزب الله عبر رسالة مشفّرة، إلى أن لا تستخف بضبط الميدان، وضبط الميدان هنا يعني فيما يعنيه أن لا يسمح للسلاح المجهول بإطلاق صواريخ على إسرائيل، ذلك أن امتداد الحرب واتساعها متوقف على “غلطة”.
غلطة كهذه لا مصلحة للبنان بها، فيما الإدارة الامريكية كما الفرنسية تشتغلان على الحيلولة دون امتداد الحرب وإبقائها تحت سقف حدود الاشتباك الحالية.
بنيامين نتنياهو يرجو الله أن يوٍسّع حربه مدعوماً بالجيش، فالمعارضات المدنية لا تعني بالنسبة لنتنياهو سوى ظواهر صوتية، إذا ارتفع صوت الجيش يغيب صوتها، وهو يعلم تمام العلم أنه مع حرب غزّة فقد الكثير، وعليه استعادة ما فقد عبر توسيع الحرب، ومما فقده:
ـ هيبة جيشه.
ـ وهيبة شخصه.
كما بات مستقبله السياسي متوقف على استعادة ما فقد، فيما الخسائر قد باتت وراء ظهره وليس عليه سوى تعويضها، مع علمه الكامل بأن حربه مع حزب الله ستكون بالغة التكاليف، وربما بتكاليف مضاعفة عن حربه مع حماس، غير أن ما لابد منه، لا غنى عنه، وهذا لاشك سيقوده إلى توريط الإدارة الأمريكية بحربه هذه، وإدارة بايدن بشيخوختها وعجزها، ستكون مكبّلة الأيدي بمواجهة نتنياهو، وهذا ما بدا واضحاً خلال أيام حرب غزة حيث الرئيس الأمريكي المواضب على التهام الآيس كريم، كان اكثر بروداً من العصير المجمّد في ردود فعله على ارتكابات إسرائيل في غزة، والتي تجاوزت الحروب، كل الحروب، لتتحول إلى “حرب طحين” وهي أعتى الحروب وأشدّها غرائزية وانتهاكاً للكرامة الإنسانية.
توقعات المحيطين بوليد جنبلاط تقول بأن الحرب على لبنان ستكون في الربيع المقبل، وهذه التوقعات لا تستند على ما يبررها سوى بإحالتها إلى “حدس العنزة” الذي يمتلكه “بيك الجبل” وهو الحدس الذي يلتقط العاصفة قبل وقوعها، دون نسيان تلك الرسائل الروسية والفرنسية التي طالما حذرت من اتساع رقعة الحرب، وهو الاتساع الذي سيعززه حزب الله وأمينه العام، فلا الحزب ولا امينه العام سيكونان إن لم تكن الحرب، مع اعتمادهما على حليفهما الحوثي، وقد سمعنا عبد الملك الحوثي يطلق إنذاراته، وهي إنذارات من السذاجة الاستهانة بها، خاصة إذا علمنا أن مشيئة الجغرافية، منحت الحوثي قوّة قد تكون حاسمة في أيّة مواجهات مقبلة، هذا إذا كان للإيراني نية في توسيع دائرة الحرب، ليكون المتفرج الرابح، والقاطف دون أن يزرع.
اللبنانيون يحسبون لمثل هذه الحرب، ويعلمون باليقين أنها ستخسّر إسرائيل ما يتجاوز بالكثير الكثير ما حققته حرب غزة، غير أن إسرائيل التي قد تحتمل الخسارة، هي غير لبنان الذي ينوء تحت حمل أيّة خسارة ما بعد انتهاكه بالخسائر السابقة.
الخسائر التي أنتجها “نشيد الحرب”.
فكيف حال الحرب؟