كثيراً ما يتسائل العرب عن طريقة نشوء اللهجات واللغة العامية، التي تبتعد بشكل كبير عن قواعد و أسلوب النطق وحتى في بعض الكلمات المتداولة في اللغة العربية الفصحى، والتي تعتبر واحدة من أصعب لغات العالم، وأكثرها تعبيراً وسلاسة.
صعوبة النطق باللغة العربية الفصحى السليمة، لم تكن مقتصرة على الأجانب فحسب، وإنما على أبناء العرب أيضاً، الذين غالباً ما كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية لتعلم النطق السليم، ولكن ومع تنامي صعوبة تعلم العربية الفصحى، بدأ ينتشر ما بات يعرف سابقاً باللحن، والمقصود فيه هو نطق الكلمة العربية بطريقة غير صحيحة.
ووفقاً لموقع العربية نت، فإن اللغة العامية الآن، كان يقابلها، في عصور أقدم، اللحن، وهو الخطأ في ضبط الكلمة إعرابياً، حيث كان اللحن مثل الكفر، يقول صاحبه “أستغفر الله” لو وقع فيه. إلا أن اللحن كان ظاهرة منتشرة في مختلف أرجاء المنطقة العربية، في الشام والعراق والجزيرة العربية واليمن وصولاً إلى الأندلس.
انبرى علماء العربية، منذ زمن بعيد، في وضع مصنفات تعنى باللحن، كلمة كلمة ولفظاً لفظاً. وكان عدد الكتب العربية التي وضعت في اللحن، كبيراً إلى الدرجة التي تم التعرف فيها، إلى حقيقة مؤكدة، وهي أن التكلم بالفصحى، بين عامة الناس، كان أمراً نادر الحدوث، أو مقتصراً على النخبة، حكّاماً ونحاة وشعراء.
وسعى كثير من علماء العربية، حتى المعاصرون منهم، للوقوف على أصل الفصحى، فلم يفلحوا في ذلك، لأن أصل الفصحى لا يظهر إلا في لغة القرآن الكريم، ثم ما تم تناقله من الشعر الجاهلي وما بعده. ولم يتمكن أي عالم لغوي من العثور على أي نص نحوي يفيد بأصول الفصحى، إلا بعد ظهور الإسلام، بعقود.
أما عن اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، كنص “النمارة”، الذي يعود تاريخه إلى عام 328 للميلاد، كان مجرد كلمات دلت على أصلها العربي الخالص، خاصة في استعمال (أل) التعريف.