تحدثت وسائل اعلامية عن استمرارعمليات القمع التي يمارسها قائد الجيش الجزائري “أحمد قايد صالح”، من خلال اعتقال المتظاهرين المطالبين برحيل رموز النظام السابق الذي كان يترأسه عبد العزيز بوتفليقة.
وبحسب مصادر محلية فإن “الصالح” يتخوف من اشعال مظاهرات جديدة، عقب المبارة النهائية التي ستقام بين منتخبي الجزائر والسنغال غدا في مصر، بالاضافة لحجب العديد من مواقع التواصل الاجتماعي لمنعهم من التواصل ومنعهم من ممارسة نشاطاتهم السلمية .
وفي هذا الصدد اتهمت صحيفة ;فايننشال تايمز; الأمريكية، قائد الجيش الجزائري ” قايد صالح” بزيادة عمليات القمع للإنتفاضة، من خلال قيام السلطات باعتقالات جديدة تحسبا لتظاهرات جديدة بعد المباراة النهائية في كأس أمم أفريقيا التي ستقام غدا الجمعة بين الجزائر والسنغال في مصر .
وأردفت الصحيفة قولها “ان زيادة وتيرة الإعتقالات والقمع تأتي بعد خمسة أشهر من الإنتفاضة ، التي أطاحت بالدكتاتورعبد العزيز بوتفليقة ، الا أنها فشلت في تحقيق اهدافها باجراء عملية انتقالية للديمقراطية في أكبر بلد أفريقي ، بسبب بقاء الجيش في السلطة .
وبحسب المصدر، فإن مباراة كرة القدم التي ستقوم غدا ستكون امتحانا جديدا، اذ أن فوز المنتخب الجزائري سيبرر للناشطين الخروج وبحماس شديد في مظاهرات قد تكون الأكبر منذ انطلاقة الاحتجاجات، كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن صالح بعد استجابته لمطالب المحتجين بتنحي بوتفليقة، استولى على الحكم، وقام بعدها، بحملة تطهير استهدفت المسؤولين البارزين والنخبة التي كانت في عهد بوتفليقة، وزج بعدد منهم في المعتقلات بتهم الفساد ، الا انه رفض نقل السلطة الى المدنيين .
ويبدو أن صالح يشعر بخطورة المباراة المقامة غدا ، ذلك حاول تقديم رسالة إيجابية للشعب الجزائري من خلال توفير الطائرات لنقل المشجعين الى مصر كما أنه سيسافر هو أيضا لحضور المباراة.
الصحيفة تناولت أيضا، عمليات القمع بحق الصحافة الجزائرية ،حيث نقلت عن المحرر “الوناس غماش” وهو يعمل في موقع – tsaعربي او مايعرف بموقع كل شيئ عن الجزائر، وهوموقع إخباري تم حجبه الشهر الماضي، قوله ” ترفض السلطات السماح بأبسط الحقوق مثل حرية التعبير، واللعبة الآن هي محاولة إضعاف الحركة، كما ان السلطات اعتقلت الشباب الذين لوحوا بأعلام الأمازيغ، مشيرا الى أن هناك عجز في الميزانية .
وأضاف نريد حلا بنهاية الصيف ، نريد رئيسا يتمتع بشرعية شعبية يقوم بفرض إصلاحات تخفف من القدرة الشرائية للسكان وفي الوقت الحالي كل شي مشلول، من جهة أخرى، تقول الباحثة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط “داليا غانم يزبك ” والتي تتمحور أبحاثها حول العنف والتطرف السياسيي، مع تركيزها الخاص على الجزائر ” هناك نوع جديد من الحزم لدى الجيش ومن الشرطة لم نره منذ بداية التظاهرات، كما يقوم الجيش بقيادة قايد صالح بتشديد نبرته.
وتشير يزبك الى أن تعامل الجيش مع الإنتفاضة يعتمد على قدرته الحفاظ على تماسكه الداخلي، بحيث يدعم جنود الصف قرارات القيادة ، وفيما إن كان قادرا على حماية مصالحه مثل الميزانية التي بلغت العام الماضي 9.6 مليار دولار، وطالما استمر هذا الوضع زاد الخطر من تشدد المحتجين في مطالبهم . لتختم كلامها بقولها “أخشى أن يصل المتظاهرون إلى وضع لن تعود فيها مطالبهم واقعية، فلم يعد شعار الحركة المطالب برحيل كل النظام قابلا للتطبيق
وعن الحملة التي يشنها النظام الجزائري ضد البربر، يرى محللون أنها تهدف الى ايقاع الفتنة ، واشغالهم عن المطالبة برحيل العسكر، وفي هذا الشأن يقول استاذ العلوم الإجتماعية في جامعة الجزائر “ناصر جابي” إن محاولات ايقاع الفتنة فشلت، مضيفا أنه ربما نجحت هذه قبل 30 عاما ولكن الجزائريين وضعوا هذا الموضوع وراء ظهورهم.
يشار الى ان الشعب الجزائري مازال مستمرا في مظاهراته التي تطالب باعادة تشكيل النظام السياسي، وتأسيس حكومة انتقالية من المدنيين، وترك العسكر للسلطة ، الأمر الذي يعارضه صالح ، متهما من ينادي بهذه المطالب بالخيانة حيث قال الأسبوع الماضي، إن المحتجين الذين يطالبون بخروج الجيش من السياسة هم خونة يحملون أفكارا سامة.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي