ما أن تقرر واشنطن قرار المغادرة أو الانسحاب من الأراضي السورية، إلا لتعود وتتخذ قراراً معاكساً أو تبدي تصرفات تناقض تلك التوقعات مما يؤكد عمق وطبيعة الغموض المحيط بمسألة تواجد الجنود الأمريكيين وإذا ما كان هناك خط سير واضح لخروجهم من عدمه!
وقبل ساعات، أفادت تقارير نقلتها الميليشيات الكردية والصفحات التابعة لـ pyd في شمال شرق سورية وأكدت صفحة “عاصفة الجزيرة” التابعة لـ “قسد” أن القوات الأمريكية تقوم بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة قرب مدينة الحسكة حيث نشرت الصفحة عدّة صور تُظهر معدات الحفر والبناء والجنود الأمريكيين المنتشرين في محيط إنشاء القاعدة.
وقبل يومين أفادت مصادر حقوقية عن توجه مجموعة من الشاحنات والسيارات العسكرية الأمريكية من قواعدها بريف الحسكة الجنوبي إلى قاعدة تل بيدر التي جرى توسيعها؛ لأهميتها قرب الطريق الدولي (إم -4) عند تقاطع الدرباسية – الحسكة.
وتعمل القوات الأمريكية على توسيع وتدعيم قاعدة تل بيدر في خطوة تستهدف جعلها مركز تجمع ونقطة اسناد ودعم رئيسي هناك، حيث جرى نقل صواريخ وأسلحة إليها من العراق.
وفي سياق متصل أشارت بعض الأنباء عن محاولات أمريكية لشراء أراضي في بلدة تل براك ومحيطها، حيث قامت القوات الأمريكية بعرض مبالغ مالية للأهالي وأصحاب الأراضي بغية تمكينهم من الأرض وإقامة قاعدة فيها.
وتأتي كل هذه المتغيرات في ظل المشاحنات والتوتر المتصاعد بين واشنطن وموسكو والسباق المحموم بين الجانبين لتعزيز السيطرة والنفوذ في مناطق شرق الفرات، حيث سبق وهددت أمريكا بأنها لن تسمح لأي قوة بالسيطرة على منابع النفط وحقوله هناك.. سواء كانت التنظيمات الإرهابية أم الروس والنظام.
وشهدت مناطق الشمال الشرقي صدامات فعليه بين دوريات روسية وقوات أمريكية منعت فيها الأخيرة القوات الروسية من مواصلة تحركاتهم أو إنجاح خططهم بإقامة تمركز جديد في محيط حقول النفط في رميلان وأرياف القامشلي في محافظة الحسكة.