قالها القذافي: من أنتم.. بشار لم يحفظ الدرس

زاوية مينا

ساعات، لو كانت سيراً على الأقدام لبدت أكثر صعوبة من تقدّم فصائل المعارضة واستيلائها على ثلث سوريا وقد وصل مقاتليهم إلى الطريق الذي يصل العاصمة دمشق بحلب كبرى المدن السورية، مع الاستيلاء الكامل على مايزيد عن 200 كيلو متر مربع كانت تحت سلطة نظام الأسد.

ستبدو المسألة مذهلة وبكل المقاييس بما فيها المقاييس العسكرية التي أدت إلى مقتل قرابة 200 جندي من الجيش النظامي السوري مضاف لقتلى إيرانيين قد يكون الاسم الأبرز من بينهم العميد في حرس الثورة الإيراني كيومرث بور هاشمي المعروف بالحاج هاشم، أحد “المستشارين العسكريين في العراق وسوريا”، وهو من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).

في الصورة التلفزيونية التي رافقت العمليات العسكرية كان الأبرز استيلاء فصائل المعارضة على أسلحة ثقيلة ومركبات عسكرية تابعة لقوات الجيش السوري، وفيما وراء الصورة كان:
ـ الصمت الروسي.
ـ والارتباك الإيراني.

فيما ذهبت تركيا لتجلس القرفصاء أمام المشهد، كأن ليس لها قرار فيما يحدث، فيما المعلومات المسرّبة من قيادات بالمعارضة السورية كانت قد أفادت بأن أنقرة مع الإدارة الأمريكية، كانتا على توافق تام بشأن هذه العملية وصولاً لمنح مقاتلي الفصائل مدة سنة لاستكمال مهمتهم بما يكفي من التمويلين المالي والتمويل بالسلاح ولهدفين محددين:

ـ إخراج القوات الإيرانية من سوريا ما بعد قطع ذراع إيران في لبنان ونعني حزب الله.

ـ إسقاط سلطة بشار الأسد وشخصه، ولابد أن قراراً كهذا كان قد اتُخذ ما بعد وابل من الفرص كانت قد وضعت بين يديه لاستثمارها وإبقائه على رأس السلطة في سوريا، وهو الرجل الذي طالما خيّب ظن اليد التي امتدت إليه لانتشاله من ورطاته، وعلى رأسها تورطه في التحالف الخاسر، مع القوّة الخاسرة ونعني طهران، هذا بالإضافة لمجموع تورطاته مع الشعب السوري وامتناعه عن المبادرة نحو أية مصالحة مع الناس، مكتفياً بدولته البوليسية وحلفائه الذين ما أن تمكنّوا من الأرض، حتى تمكّنوا منه بما جعله فاقداً للحيلة، وأسيراً لمنقذيه الذين أغرقوه بغرقه، وهذه وقائع الأرض تشهد على انعدام حيلته، بل على تحويله إلى مجرد “فزّاعة الكرم” بعد أن كان ناطوره، وهو الرجل العصي على التعلّم، ولو كان غير ذلك لأسعفته مشاهد القذافي في آخر خطاباته يوم كان يصرخ من على شرفة مجهولة في أيامه المجهولة:

ـ من أنتم؟
فكانت النتيجة أن عرّفوه بأنفسهم.
ـ نحن حاملو الخازوق.
وكانت النتيجة:
ـ خوزقته.

Exit mobile version