قبل أن تذهب إسرائيل إلى “حتفها”

مرصد مينا

حتى الصحافة الإسرائيلية، تصفه بـ “حمّال المصيبة”، فوفقها ونعني “ها آرتس”، وقد جاء بافتتاحيتها أن “رحى حرب قوية تدور على ظهر الجيش الإسرائيلي”، وتضيف “يستخدم فيها الطرف السياسي منفلت العقال قواته: وزراء قوة يهودية، وقيادة المستوطنين وعلى رأسهم رئيس المجلس الإقليمي “السامرة” يوسي داغان، والمشاغبين الذين ينفذون الاعتداءات الجماعية تحت العين المفتوحة والمشجعة للحكومة، ومجرمين يسمون قادة الجيش “قاتلاً” و”خائناً”.
ها آرتس ستبتعد أكثر حين تقول أنه “تبين مرة أخرى أن رئيس الوزراء، الرجل الذي حظي بمكانة “العاقل الأمني”، ذاك الذي يمتنع عن أعمال استعراضية عسكرية بدايتها معروفة لكن نهايتها محملة بالمصيبة، تم اليوم سحقه تحت صرخات النجدة من المديرين الحقيقيين لحكومته. حملات كهذه تطور الوهم الخطير بأن أسس الإرهاب الفلسطيني محصورة في مخيم لاجئين واحد أو في مدينة واحدة، وأن ضربة شديدة واحدة تكفي لإبادة بنيته”.
والصحيفة الإسرائيلية ستحذّر رئيس الوزراء، فـ “كلما اتسعت مجالات الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين” و “كلما اتسع السطو على الأراضي، وسلب الممتلكات، وتقييد الحركة، والاعتقالات بالمئات والآلاف، وقتل أبرياء، وإقامة والمزيد المزيد من المستوطنات، وتبييض البؤر الاستيطانية، وإحراق المنازل والسيارات، واقتلاع الأشجار وإبادة المحاصيل” كلما غرت إسرائيل أكثر ، وحين يأتي الكلام عن “جنين” والحرب عليها سيكون وصف هذه الحرب “والكلام لهاآرتس ليست سوى جزء من عينة القمع التي تمارسها إسرائيل بالتعاون مع المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين”.

في ضوء مسرحيات رعب الاحتلال وشغب المستوطنين، لن تتوقع إسرائيل الهدوء والسكينة في منطقة هي نفسها تعرفها بأنها تخضع لـ “الاستيلاء القتالي”، وهو تعبير هدفه الالتفاف على استخدام اصطلاح الاحتلال.

ما دام هذا الواقع متواصلاً، سيتواصل نمط القتال ضد الإرهاب. ولا يكمن حله في أزقة مخيم اللاجئين في جنين أو في إقامة مستوطنات. بل على رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يوقفا الحملة في جنين التي باتت الآن تورط جنود الجيش في معارك شوارع خطيرة وتوجيه جهودهم لترتيبات مناسبة مع السلطة الفلسطينية.
“ها آرتس” هي من تحذّر الحكومة الإسرائيلية وجيشها من الثأر العشوائي.
ثمة يهود يدركون، أن ثمة يهود عاجزين عن التفاعل مع “ماليس بالكراهية”.
ـ يهود يبحثون عن يهود آخرين:
بلا دماء تعلق على ثيابهم، ولا على “الكيباه” التي تغطي مؤخرة رؤوسهم.
هؤلاء يتخوفون من أن تذهب إسرائيل إلى حتفها.

Exit mobile version