سيكون أمرًا طيبًا، أن تتوقف الصراعات مابين الدول المتجاوره، فكيف إذا كان الأمرمتعلقًا بدول مجلس التعاون الخليجي، وهي كل ما تبقّى من احتياطي في ثروة العرب؟
سيكون الأمر كذلك، ويبدو أن ثمة جهود واسعة للوصول الى هذا التصالح، أقله فيما تبذله الإدارة الأمريكية على هذا الصعيد، وفيما يتداول من تصريحات للخارجيات الخليجية من هنا وهناك، أي من قطر والمملكة العربية السعودية.
غير أن ثمة ماهو عالق في هذا المدى وقد اتسع للتفاؤل، ربما أكثر مما يحتمله التفاؤل، فالنزاعات الخليجية الخليجية، لم تأت من فراغ، فهي بالاضافة لكونها ارث متراكم من القبيلة الى الدولة، تحمل في لحظتها الراهنة كمّا من الأسئلة من العصي تجاهله أو القفز فوقه، ومعظم هذه الأسئلة لابد وتتجه لإمارة قطر أولاً.
أول الأسئلة هو، هل بوسع دولة قطر التنازل عن الاستثمار في جماعة الاخوان المسلمين وقد باتت مقرًا ومنصة لهم، لوجستيًا وماليًا وإعلاميًا؟
وهذا السؤال هو سؤال جوهري، وليس ثانويًا، فجماعة الاخوان يحفرون عميقًا في الدول العربية بدءًا من مصر وصولاً الى دول المغرب العربي، وبطبيعة الحال في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي دول اختارت نموذج حياة يتنافى بكليته مع (دولة الاخوان)، وليس من عاقل بوسعه الاعتقاد بأن جماعة الاخوان سيتغيرون، وإذا ماتغيروا فصعودًا الى الفرغونة الأخيرة من القاطرة للتسلل الى فرغونة القيادة، وهذا ديدنهم، وبرنامجهم ومشروعهم بدءًا من حسن البنا مرورًا بسيد قطب، وصولاً إلى آخر تاجر عملة في “زون آليه” البرليني.
والسؤال الثاني، ماذا عن العلاقة مع تركيا، وهل بوسع الإمارة أن تتخلى عن كونها واحدة من أطراف المركز، ونعني به المركز التركي، وقد اختارت رجب طيب اردوغان ليكون خليفة المسلمين مدعومًا بالمرشد، وراقصًا في جوقته؟
أما السؤال الثالث، فكيف لمجلس التعاون الخليجي أن ينتظم في وحدة تخلو من النزاعات إذا ماكانت الامارة قد فتحت كل طرقها إلى طهران، مرة بالمباشر، وثانية عبر حماس والجهاد الإسلامي، وفي كل مرة تجمع عمامة الاخوان بجلابيب الملالي؟
والسؤال الرابع، هل ستتوقف قطر عن حملاتها الاعلامية عبر “الجزيرة”، وقد باتت هذه المحطة، بل منذ اطلاقها محطة تهديم القيم كل القيم، والعبث بأمن المنطقة كل أمن المنطقة وتحت مظلة الرأي والرأي الآخر؟
كلها أسئلة تدور ما قبل عناق الأشقاء، والاحتفال بمولد التصالح، وللمرة الثانية نقولها:
ما من صراع بين دولتين أو أمتين، أو حتى شخصين، إلاّ ويولد الخسارة لكليهما أو أحدهما، غير أن السلام الهشّ، قد يكون أشد خطورة من الصراع المفتوح، فما بني على وهم، لن يولد حقائق.
اذا كان الأمر في مساحة الأماني، ما من أمنية تساوي وقف هذا الصراع مابين دول، هي دول أشقاء في الدم والجغرافية بل والمصير.
ـ مازلنا نتمنى.