السلطات الكتالونية ترفع مستوى التأهب لدى قواتها الأمنية والعسكرية، هو إجراءٌ ليس لقرع طبول الحرب، ولا استعداد لها، وإنما مجرد خطوات لتأمين مواجهة كرة القدم بين فريق برشلونة وغريمه التقليدي فريق العاصمة الإسبانية، ريال مدريد، المقامة على ملعب كام نو، في الإقليم الانفصالي، فيما يعرف عالمياً بـ “كلاسيكو الأرض”، ضمن منافسات الليغا الإسبانية.
الظروف المحيطة وحالة الغليان، التي يعيشيها الإقليم منذ شهور، حولت المواجهة بين الفريقين إلى أكثر من مباراة كرة قدم؛ يسعى كل منهما لنيل النقاط الثلاث منها، إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية، في عمقها المعنوي، تستخدم فيها كرة القدم لدلالات سياسية وتاريخية، في أسلوب يحاكي الحروب الافتراضية.
قد لا تحتوي المعركة الحالية – الرياضية، بين فريق العاصمة والنادي الكاتلوني، أي أسلحة أو معدات، ولكن الكرة ولطيلة 90 دقيقة كاملة، ستكون بمثابة قنبلة موقوتة تهدد مرمى الفريقين، في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول، على الأقل من الناحية المعنوية والسياسية، حتى وإن انتهت بالتعادل، فإن جماهير الكتلان، لن تقبل بالرضوخ أمام نادي الحكومة، والعكس صحيح.
خصوصية وحساسية المباراة، ظهرت فعلياً خلال الأشهر الماضية عبر عدة نقاط، أولها تأجيل المباراة لشهرين كاملين بسبب الظروف الأمنية في الإقليم الذي يشهد سلسلة مظاهرات مطالبة بالانفصال عن المملكة الإسبانية، رغم أن ملعب “كامب نو” التابع لفريق برشلونة، قد استضاف طيلة الموسم الرياضي الحالي عدة مباريات مع فرق أخرى، ضمن منافستي الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، ما يشير إلى أن القلق الأمني يستهدف الفريق الضيف بحد ذاته، لا سيما وأنه يمثل الحكومة المركزية في إسبانيا، على الأقل من وجة نظر سكان الإقليم.
أما النقطة الثانية، فقد تمثلت في ما تداولته وسائل الإعلام الإسبانية عن اشتراط الحراك الكتالوني على إدارة نادي برشلونة، السماح له بدخول الملعب، ورفع رايات ذات دلالة سياسية، مقابل عدم القيام بأي أعمال ضد فريق النادي المديريدي، الأمر الذي قد يدفع الاتحاد الإسباني والاتحاد الأوروبي واتحاد الكرة الدول، لفرض عقوبات قاسية على الفريق الكتالوني.
المدرب الفرنسي، والمدير الفني لفريق ريال مدريد “زين الدين زيدان”، لم يخف قلقه من احتمالية أن يواجه فريقه بعض المضايقات، مضيفاً في تصريحٍ صحافي: “طلبوا منا التوجه إلى الملعب معا وهذا ما سنفعله، لا أعرف إن كان هذا بسبب الاحتجاجات، إنه أمر جديد ولكن علينا اتباع التعليمات، لا شيء يمكن إضافته أكثر من هذا، المهم أن تقام المباراة، هذا كل ما في الموضوع”.