مرصد مينا – لبنان
أثار وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي غضب اللبنانيين، عقب تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات المحلية.
فهمي قال إن “علاقة وجدانية قوية وخاصة تربطني بالرئيس ميشال عون، في العام 1981 ، أي خلال الحرب الأهلية، وقع بيني وبين حزب فاعل وقوي إشكال، أعتذر من الأهل ومن الجميع ومن المشاهدين، قتلت اثنين، الأمر الذي تسبب بوقوع اشتباك قوي حينها مع هذا الحزب”.
وأضاف فهمي أن “العماد ميشال عون، قال لي يا محمد طول ما فيي نفس ما حدا بيدقك بشوكة (لا أحد يستطيع المساس بك)، وأنا إنسان وفي.. عون حماني من القتل”.
ناشطون ومغردون لبنانيون رأوا أن اعتراف فهمي على الهواء مباشرة، بقتل شخصين وحماية عون له، دون الخوف من القضاء “مستفزا” و”محزنا”، حيث “ذكر حادثة القتل وكأنها حادثة صيد عابرة، ولم يراع مشاعر أحباء القتلى”.
كما استنكر الناشطون أن يكون وزير الداخلية، المسؤول الأول عن حماية أمن البلاد والمواطنين، “مجرما”، وأن “يتستر عليه رئيس الجمهورية ويحميه للإفلات من العقاب”، معتبرين أن “البلاد باتت محكومة من قبل مجرمي حرب”.
وطالب الناشطون فهمي بتقديم استقالته، مشددين على ضرورة أن تتخذ الجهات المعنية، ومن بينها مجلس الوزراء، الخطوات والإجراءات اللازمة، وإلا “ستكون شريكا في هذه الجريمة”.
وبعد الجدل الكبير الذي أثاره، برر فهمي الحادثة بأنها كانت “دفاع مشروع عن النفس”، وليست “جريمة قتل مقصودة”.
وقال فهمي، في بيان له، إن “ما ورد في سياق الحديث في إحدى المقابلات التلفزيونية من عبارة (قتلت اثنين) كان قد سبقها اعتذار عن ذكر الحادثة، وهذا ما يدل على العفوية والصدق في الكلام، وأن القصد لم يكن فعل القتل بحد ذاته”.
وأضاف أن “ما حصل كان نتيجة تعرض حاجز الجيش اللبناني، الذي كان بأمرتي حينها لهجوم من قبل مسلحين نجم عنه سقوط ضحايا، وإن ردة فعل عناصر الجيش كانت في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس والدفاع عن الشرعية وعن هيبة الدولة ومعنويات الجيش”.
وشهدت لبنان، بين عامي 1975 و1990 حربا أهلية، أسفرت عن مقتل نحو 120 ألف شخص، وتشريد 76 ألفا داخل البلاد، وفرار ما يقارب المليون شخص إلى الخارج.