أعلنت السلطات الأفغانية اليوم الثلاثاء مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الهندية ويدعى “عاصم عمر” في عملية عسكرية مشتركية أفغانية أمريكية.
وقالت السلطات الهندية أن “عمر” قتل الشهر الماضي خلال العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإمريكية ضد تنظيم القاعدة وعناصره في منطقة هلمند جنوب أفغانستان، وأكدت السلطات الأفغانية أن ستة من رفاق “عمر” قتلوا معه في نفس العملية وغالبيتهم يحمل الجنسية الباكستانية.
وأوضحت المديرية الوطنية الأفغانية للأمن وهي الجهة الحكومة الأفغانية التي أعلنت خبر مقتل “عمر” أن الأخير كان قد التحق بمجمع حركة طالبان أفغانستان المتشددة قبيل قتله.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على القضاء على الإرهاب في شبه الجزيرة الهندية انطلاقاً من أفغانستان مستعينة باتفاقات مع حركة طالبان تقضي باسنحاب القوات الأمريكية مقابل تعهد الحركة التي تسيطر على مساحة واسعة من أفغانستان بعدم جعل المنطقة منطلقاً ومستقراً للحركات الإرهابية المتشددة.
وكادت الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر آب الماضي من التوصل إلى حل مع حركة طالبان التي تسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي الافغانية لولا أن الحركة أبدت عدم رغبتها بالمفاوضات السياسية واستمرت بالتفجيرات بالرغم من استمرار العملية الدبلوماسية بين الطرفين.
وبحسب ما صرح رئيس الوفد الأمريكي للتباحث مع حركة طالبان “خليل زلماي زاد” فإن الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية مع حركة طالبان كان ينص على انسحاب القوات الأمريكية من خمس قواعد عسكرية أمريكية منتشرة في الأراضي الأفغانية خلال 135 يوم، وقال “زاد” حينها أن الاتفاق ينتظر توقيع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وعندها يصبح قابل للتطبيق وهذا الأمر الذي لم يحدث، ففي الوقت الذي كان فيه “خليل زلماي زاد” رئيس الوفد الأمريكي يعلن نتائج الاتفاق خلال مقابلة تلفزيونية فجرت الحركة الإرهابية تفجيراً في أحد أحياء العاصمة كابل والذي يسكنه أجانب وأعقب هذا التفجير تفجير آخر راح ضحيته جندي أمريكي، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وبشكل مفاجئ إلى إلغاء اجتماع سري مع الحركة كان من المقرر عقده في منتجع “كامب ديفيد” وذلك قبل ساعات من انعقاده، على خلفية استمرار الحركة المتطرفة في التفجيرات رغم تقدم المسار الدبلوماسي.
وعلى ما يبدو أن الشرط الذي طالبت به الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق الاتفاق الأمريكي مع الحركة لم يرق لقادة الصف الأول في الحركة وهو، تعهد الحركة بعدم جعل الأراضي الأفغانية حاضنة للحركات الإرهابية المتطرفة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي