مرصد مينا – نيويورك
تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يمدد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود دون موافقة النظام السوري، فيما اعتبرت موسكو وواشنطن الخطوة بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقات بينهما، إلا أن مدّة التمديد كانت محط تأويلين متباينين، إذ تقول الولايات المتحدة إنّها لعام واحد، فيما تؤكد روسيا أنّها لستة أشهر قابلة للتجديد، في ضوء تقرير مرتقب لأمين عام الأمم المتحدة في نهاية العام.
الدبلوماسيون أيضا انقسموا في قراءاتهم للقرار فذهب البعض إلى عدم وجوب التصويت مجددا على نص بعد ستة أشهر، بينما رأى دبلوماسيون آخرون أن لا مفر من هذا التصويت.
يشار أن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى الجمعة اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، “أشادا” خلاله باتفاق فِرقهما الذي أدى إلى “التجديد بالإجماع” لآلية إيصال المساعدات الإنسانية، حسب بيان للبيت الأبيض.
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا قال إنّ الاتفاق الذي يأتي في أعقاب القمة بين بوتين وبايدن “للمرة الأولى، لا تكتفي روسيا والولايات المتحدة بالاتفاق، ولكنهما تقدمتا أيضاً بنص مشترك يؤيده كافة الزملاء في المجلس”، مضيفا “نتمنى أن يشكل هذا السيناريو نقطة تحول لا تستفيد منها سوريا فحسب، وإنّما أيضاً كافة منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره”.
وكانت روسيا، الحليفة الرئيسة للنظام السوري، سعت طويلاً من أجل إنهاء هذه الآلية لصالح أخرى تقرّ إمرار المساعدات عبر الجبهات انطلاقا من دمشق بغية الاعتراف بسيادتها الكاملة على كافة الأراضي السورية.
من جهتها، رحبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، بهذا التعاون الذي نادرا ما يسجّل مع روسيا.وقالت عقب التصويت “من المهم أنّ الولايات المتحدة وروسيا تمكنتا من التشارك في مبادرة إنسانية تخدم مصالح الشعب السوري”.
وشددت على أنّها “لحظة مهمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذين أظهرا اليوم قدرتنا على القيام بما هو أكثر من مجرد الكلام. بمقدورنا العمل سويا من أجل إيجاد حلول” وتنفيذ مبادرات.
الدبلوماسية الأميركية التي طالبت في بدء المفاوضات السماح باستخدام ثلاثة معابر حدودية، “بفضل هذا القرار، يمكن لملايين السوريين تنفس الصعداء بالنظر إلى أنّ المساعدات الإنسانية الحيوية سيستمر تدفقها عبر المعبر الحدودي باب الهوى”.
بدوره رحّب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقرار ولكن من دون أن يتناول مسألة المدّة الزمنية للتمديد.