ليس بعيدًا أن نسمع أصواتًا إسرائيلية تصف الولايات المتحدة بـ “الشيطان الاكبر”، فيما نسمع أصواتًا إيرانية تشيد بالولايات المتحدة، وتبعث للرئيس جو بايدن بعمامة سوداء باعتباره من الأسياد.
قد يحدث ذلك، ولِمَ لا، والرجل قد فتح كل البوابات امام الإيرانيين بمن فيهم “الحرس الثوري” الذي سنسمع عما قريب أنه فرقة كونشيرتو، لا موئلاً لتعميم الاغتيال والعنف والمخدرات، وقد ألقى بثقله على العالم العربي والإسلامي، عداك عن تغوله في دماء الإيرانيين ممن يبحثون عن بلد، أشبه ببلد، لا بلد وقد تحوّل إلى ثكنة عسكرية ومصنع صواريخ.
الشقاق يتعمق ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسيكون من مخاطر السياسة الأمريكية على يد إدارة جو بايدن تعريض أمن الخليج، كل الخليج للسطوة الإيرانية برًا وماء وسماء، والإيرانيون ماضون بسياساتهم التي اطلقها روح الله الخميني ومازالت تمسك بأرواح حرّاس روحه.
يحدث ذلك بدءًا من تلال اليمن وصولاً الى لبنان، وربما لم تنتعش الفصائل الموالية لايران كما حالها اليوم، وقد فازت لا بالرضى الامريكي فحسب، بل بالرضى الأمريكي عن حلفائها وصولاً لفنزويلا وقد امتدت يد بايدن لتسوّل نفطها، عداك عن حزب الله وقد ترتفع عنه صفة الارهاب، ولا غرابة أن نعثر على السفيرة الأمريكية في بيروت وهي تمارس القيلولة في محطة المنار، صارخة باللغة الانكليزية “عفى الله عما مضى” مع توابل من اللطميات التي تقربها من رضى الإمام .
هذا بايددن وقد دفع فلاديميرو زينيسكي الى مواجهة مع الغول الروسي، ثم تركه لمصيره ليواجه وبلاده دمارًا لايقل عن دمار سوريا، وهذا بايدن وقد أفلت الحبل على الغارب لإيران حتى باتت منافسة لإسرائيل في صداقتها مع الإدارة إياها، واليوم ثمة ما يستوجب اعادة النظر بالمعادلة من وجهة النظر الاسرائيلية، وصولاً لاصطفافات جديدة في منطقة تعوم على الاحتمالات، والأبرز من هذه الاحتمالات حصار دول الخليج بالسطوة الإيرانية.
ما حققه جو بايدن للإيرانيين، لم يكن يحلم به الخميني، فتصدير الثورة وقد فشل على يد الملالي، قد ينجح على يد جو بايدن.
مع هكذا احتمال، سيقفل التاريخ أبوابه على الماضي ليكتب تاريخًا جديدًا عنوانه:
ـ بداية التاريخ الإيراني.
ومعه لابد للعالم من استبدال المدرسة بالميتم، واستبدال الطحين بالبارود.
على أي حال، عندما يتم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، سيفتح الباب أمام تصدير نفط إيران إلى أوروبا والولايات المتحدة، الأمر الذي سيدخل أموالاً طائلة لإيران، والنفط الإيراني الذي تتوق الولايات المتحدة وأوروبا للحصول عليه بديلاً (ولو جزئياً على الأقل لنفط روسيا)، هو رافعة قوية من أجل التوقيع على الاتفاق النووي الجديد.
وسيكون الشعار:
ـ النفط مقابل التغوّل الإيراني و…:
ـ بلا حدود