مرصد مينا
أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وجهتا “بنجاح” ضربات للحوثيين ردا على هجمات الجماعة المدعومة من إيران على سفن في البحر الأحمر.
بايدن قال في بيان “بتوجيه مني، نفذت القوات العسكرية الأميركية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم”.
الرئيس الأمريكي وصف الضربات بأنها “رد مباشر” على هجمات “غير مسبوقة” شنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر شملت “استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن”.
من جهتها قالت القوات الجوية الأميركية في بيان، الجمعة، إنها شنت ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق ومنشآت تصنيع وأنظمة رادار خاصة بالدفاع الجوي، مضيفا أنه تم إطلاق أكثر من مئة صاروخ موجه بدقة في الضربات على الحوثيين واستخدام طائرات وصواريخ توماهوك أطلقت من السفن والغواصات.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، في مسعى لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.
قائد القوات الجوية الأمريكية اكد التزام الولايات المتحدة مع الشركاء في الشرق الأوسط بالتصدي للمليشيات المدعومة من إيران بما فيها الحوثيين والتهديد الذي يشكلونه على الأمن والاستقرار الإقليميين.
كما أكدت واشنطن وحلفاءها أن هذه الضربات كانت ضرورية لتعطيل قدرات الحوثيين على شن هجمات على السفن في البحر الأحمر، حيث كانوا يستهدفونها بصواريخ وطائرات مسيرة.
وانطلقت مقاتلات هجومية تابعة للقوات الجوية الأميركية من قاعدة في الشرق الأوسط وطائرات “سوبر هورنيت” من حاملة الطائرات “يو أس أي آيزنهاور”.
وأطلقت صواريخ توماهوك من سفن في البحر الأحمر، وغواصة واحدة على الأقل، إذ لم يتم تحديد أي من الغواصات التي شاركت في الضربة، ولكن غواصة الصواريخ الموجهة من طراز “أوهايو يو أس أس فلوريدا” كانت قد دخلت البحر الأحمر في نوفمبر، وهي قادرة على حمل 154 صاروخ توماهوك.
وشاركت أربع طائرات من طراز تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الضربات، باستهداف هدفين للحوثيين، حيث حلقت من قاعدة أكروتيري في قبرص. وشملت الأهداف مواقع إطلاق طائرات مسيرة، ومطار في عبس استخدم لإطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيرة.
وأشارت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين إلى أن الضربات طالت “قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس”.
وكان البنتاغون قد أعلن أن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيرة مفخخة وصاروخين مجنحين وصاروخا بالستيا أطلقها، الثلاثاء، الحوثيون من اليمن باتجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر، في هجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار.
سنتكوم أشارت إلى أن هذه الضربات لا علاقة لها بعملية “حارس الازدهار”، وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، إريك كوريلا إن سنتكوم “تحمل المسلحين الحوثيين وداعميهم الإيرانيين الذين يزعزون الاستقرار مسؤولية الهجمات العشوائية وغير القانونية والمتهورة على الشحن الدولي والتي أثرت على 55 دولة حتى الآن، بما في ذلك تعريض حياة مئات البحارة للخطر”.
وذكر أنه “لن يتم التسامح مع أفعالهم غير القانونية والخطيرة”، وقال “ستتم محاسبتهم”.
الولايات المتحدة وحلفاءها أعلنوا أنهم يريدون “استعادة الاستقرار في البحر الأحمر”، في أعقاب الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن.
وفي بيان مشترك، قالت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وبريطانيا إن “هدفنا يبقى متمثلا في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
وجاء في البيان أنه تم “توجيه ضربات مشتركة بناء على الحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة”.
وتابع “وقد هدفت هذه الضربات الدقيقة إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الدوليين في واحد من أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم”.
يشار أن الحوثيين شنوا أكثر من 24 هجوما ضد السفن التجارية منذ منتصف نوفمبر، وتمثل هذه الهجمات تحديا دوليا. والضربات التي نفذت تبين التزاما مشتركا بحرية الملاحة والتجارة الدولية والدفاع عن حياة البحارة في وجه الهجمات غير المشروعة وغير المبررة، وفقا للبيان.
من جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن الضربات الأميركية والبريطانية كانت “محدودة وضرورية ومتناسبة”.
وقال سوناك في بيان “رغم التحذيرات المتكررة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرة أخرى هذا الأسبوع ضد سفن حربية بريطانية وأميركية”، مضيفا “هذا لا يمكن أن يستمر.. لذا اتخذنا إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعا عن النفس”، مشيرا إلى أن سلاح الجو الملكي نفذ “ضربات ضد مواقع عسكرية في اليمن يستخدمها المتمردون الحوثيون”.
وأردف رئيس الوزراء البريطاني أن “بريطانيا ستدافع دوما عن حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة”، واصفا تصرفات الحوثيين بأنها “غير مسؤولة” و”مزعزعة للاستقرار” و”تتسبب في تعطيل كبير لطريق تجاري حيوي” وبالتالي “زيادة أسعار المواد الخام”.
وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، بدوره قال إن أربع مقاتلات من طراز تايفون نفذت، إلى جانب القوات الأميركية، “ضربات دقيقة” ضد موقعين للحوثيين.
وأضاف “التهديد الذي تتعرض له الأرواح البريئة والتجارة العالمية أصبح كبيرا إلى درجة أن هذا الإجراء أصبح أكثر من ضروري. كان من واجبنا حماية السفن وحرية الملاحة”.
أما وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارليس فقال الجمعة، إن أستراليا قدمت دعما للأفراد العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الضربات التي شنها البلدان في اليمن. وقال، يوشيماسا هاياشي، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني لصحفيين، الجمعة، إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية.
وأعربت السعودية عن “قلق بالغ” في أعقاب الضربات، داعية إلى “ضبط النفس” ومشددة على “أهمية الاستقرار” في منطقة البحر الأحمر.
الخارجية السعودية قالت في بيان “تتابع المملكة بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.
وأضافت “تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلبا دوليا لمساسها بمصالح العالم أجمع”، داعية إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد”.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاءها قد أصدروا تحذيرات للحوثيين لوقف الهجمات على السفن، رغم تعبير واشنطن عن مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية.
وشكلت واشنطن تحالفا دوليا في ديسمبر أطلق عليه اسم “عملية حارس الازدهار” لحماية الملاحة البحرية في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12 في المئة من التجارة العالمية. ثم حذرت 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين في 3 يناير من “عواقب” ما لم يوقفوا فورا الهجمات على السفن التجارية.