مرصد مينا
استهدفت قوات “الدعم السريع”، اليوم الخميس، القصر الجمهوري في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، مستخدمة مدفعية بعيدة المدى، في تصعيد جديد ضمن المواجهات المستمرة مع الجيش السوداني، وفق ما أفاد به مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المصدر أن القصف تم من منطقة الصالحة الواقعة جنوب مدينة أم درمان، حيث تسيطر قوات “الدعم السريع” على معاقل رئيسية، مشيراً إلى أن القصف لم يقتصر على القصر الجمهوري، بل طال أيضاً مقر وزارة المعادن ضمن المنطقة الحكومية في وسط الخرطوم.
يأتي هذا القصف بعد أيام من هجوم مماثل نفذته قوات “الدعم السريع” يوم السبت الماضي، حين استهدفت مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بقذائف مدفعية بعيدة المدى، ما يشير إلى استمرار قدرتها على شن ضربات موجعة ضد مواقع حساسة رغم العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الجيش.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في مارس الماضي إطلاق عملية عسكرية واسعة انطلاقاً من وسط البلاد، نجح خلالها في استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، ومطار الخرطوم، وعدد من المواقع الاستراتيجية الأخرى، قبل أن يعلن قائد الجيش آنذاك أن “الخرطوم أصبحت حرة”.
ورغم هذه الإنجازات العسكرية للجيس، لا تزال قوات “الدعم السريع” تحتفظ بنفوذ قوي في جنوب وغرب أم درمان، وتستخدم هذه المناطق كنقطة انطلاق لهجماتها الأخيرة، مستفيدة من التضاريس الوعرة والامتداد الجغرافي لمواقعها.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أودت المعارك بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وأجبرت نحو 13 مليون شخص على النزوح، في ظل تدهور كارثي في الأوضاع المعيشية وبلوغ الجوع مستويات غير مسبوقة.
