شكّل الغموض حول المصير الآني لغور الأردن ومستعمرات الضفة الغربية التي شملتها خطة السلام الأمريكية ” صفقة القرن ” ومخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي ” بنيامين نتنياهو “؛ محور النقاش والتساؤل والتحليل في الفترة الماضية التي أعقبت اعلان الصفقة بعد تنازع النصائح الأمريكية والخطط الداخلية ” العسكرية ” الإسرائيلية التي تخالف التوجهات المستعجلة لنتنياهو بضم الغور والمستوطنات، في حين ارتأى المستشار الأمريكي ” كوشنر ” الانتظار لما بعد الانتخابات الإسرائيلية لتعزيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تشهد خلافًا داخليّا يتزعمه جنرالات وضباطًا كبارًا يريدون تأجيل عمليات الضم خوفًا من اشتعال الجبهات الداخلية في مواجهات مع الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
من جهته، كان السفير الأمريكي في إسرائيل ” ديفيد فريدمان ” من الداعمين لخطوات الضمّ – على عكس كوشنر – لكن رؤيته تستند إلى ضرورة أن يتم الضم وفقًا لخرائط ومخططات واضحة، حيث قال فريدمان إن أي ضم لأراض فلسطينية حاليا سيعرض الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط للخطر.
وأضاف فريدمان عبر حسابه على موقع “تويتر”: “إن رؤية ترامب للسلام هي نتاج أكثر من ثلاث سنوات من المشاورات بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين”، وتابع فريدمان: ” تعمل إسرائيل على إتمام عملية رسم الخرائط من قبل لجنة إسرائيلية أمريكية مشتركة. وأي نشاط قبل نهاية المناقشات ورسم الخرائط الدقيقة للمنطقة يعرض خطة ترامب والاعتراف الأمريكي بالسيادة للخطر”.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو:” إسرائيل ستحصل على دعم أمريكي لتطبيق القانون الإسرائيلي في غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات اليهودية في الضفة، كلها دون استثناء، ونحن في خضم عملية رسم الخرائط الميدانية التي ستكون وفقا لخطة ترامب جزءا من دولة إسرائيل”.
اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، جاء يوم أمس السبت خلال تجمع انتخابي بمستوطنة معاليه أدوميم التي تبعد عن القدس 7 كيلومترا، وقال نتنياهو: ” نحن بالفعل في ذروة عملية رسم خرائط المنطقة التي ستصبح، وفقا لخطة ترامب، جزءا من دولة إسرائيل. لن يستغرق الأمر (وقتا) طويلا”.
وقال نتانياهو إن المنطقة ستشمل كل المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن – وهي منطقة أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب عام -1967 لكن الفلسطينيين يطالبون بها كجزء من دولتهم المستقبلية.
الفلسطينيون رفضوا من جانبهم تصريحات نتنياهو ذات البعد الانتخابي الداخلي في إسرائيل، فشدد ” نبيل أبو ردينة ” المتحدث الرئاسي الفلسطيني على أن الخريطة الوحيدة المقبولة فلسطينيّاً هي خريطة الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967والتي عاصمتها القدس الشرقية.
وتنص “صفقة القرن” على تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع بقاء القدس عاصمة “موحدة” لإسرائيل، وتخصيص أجزاء من الجانب الشرقي من المدينة للعاصمة الفلسطينية، إضافة إلى سيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون جملة وتفصيّلاً.