توقع كبير الاقتصاديين في مؤسسة «بي كا إس بريمر» الروسية، إنطون بوكاتوفيتش، أن تتجاوز عدد المنشآت الاقتصادية من الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي ستتوقف عن العمل نتيجة الأزمة الحالية، مؤشر المليون، أو قد يصل حتى 1.3 أو 1.8 مليون منشأة، مؤكداً تقلص سوق العمل في روسيا يذلك بنسبة 15 إلى 20%، في العام الحالي.
ووفق تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن غالبية التقديرات الأولية، تشير إلى أن قطاعي الأعمال الصغيرة والمتوسطة، سيكونان الأكثر تضرراً من قطاعات الاقتصاد الروسي، نتيجة «أزمة كورونا».
وأبدى رؤساء اتحادات ونقابات الأعمال الروسية، عن تخوفاتهم من تأثير ذلك على الطبقة العاملة، متوقعين خروج نحو مليون شركة صغيرة ومتوسطة من السوق حتى نهاية آب/ أغسطس المقبل.
وأشارت النقابات العمالية إلى أن ما يجري سيؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة في البلاد، فضلاً عن تداعيات أخرى، بينها على سبيل المثال لا الحصر، التأثير على مستوى معيشة المواطنين.
وفي السياق ذاته، استطلعت صحيفة «إزفستيا» الروسية، آراء اتحادات وتجمعات البيزنس، حول تقديراتهم لتداعيات «تدابير كورونا» على نشاط الأعمال، ولا سيما بعد توقف النشاط الاقتصادي بشكل شبه تام، وإغلاق المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية، وتوقف قطاع الخدمات، والسياحة والنقل، وغيرها، منذ نهاية آذار/ مارس الماضي.
ونقلت الصحيفة تصريحات عن رئيس مؤسسة «أوبوري راسيا»، ألكسندر كالينين، التي تدافع عن حقوق قطاع الأعمال، وتقدم له طيفاً واسعاً من الخدمات المتنوعة، وتضم في صفوفها 400 ألف رجل أعمال من الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ومن قطاع الأعمال الفردية، يوفرون جميعهم أكثر من خمسة ملايين فرصة عمل في السوق، قائلاً: «لم يسبق أن واجه البيزس الروسي تعقيدات كالتي يواجهها الآن».
وحذّر «كالينين» من أن «ركود الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الأخيرة، نتيجة قيود جائحة كورونا، سيدفع كثيراً من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى وقف نشاطهاً قريباً».
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، سيرغي كاتيرين، على التقديرات التي كشف عنه ألكسندر كالينين، مشيراً إلى أن «الأزمة الحالية تدفعنا حقيقة للقلق على مصير الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأن هناك اليوم أسباب كافية تدفع للاعتقاد بتراجع عددها في كلا القطاعين».
تجدر الإشارة إلى أن الإحصائيات الرسمية حول نشاط الشركات الروسية، من القطاعين يتم نشرها عادة في آب/ أغسطس من كل عام، ووفق البيانات في الإحصائية التي نشرتها مصلحة الضرائب الفيدرالية الروسية في آب/ أغسطس 2019. توقفت حتى تاريخ النشر 700 ألف شركة صغيرة ومتوسطة عن العمل، وكان ذلك بصورة رئيسة منذ مطلع العام الماضي، بعد أن بدأ العمل بقرار زيادة ضريبة القيمة المضافة، وفق صحيفة «الشرق الأوسط» ذاتها.