قطر تطعن تركيا بـ "الظهر"!

يبدو أن العلاقات التركية القطرية بدأت تدخل في أزمة حقيقية، قد تتسبب بوضع العلاقة بينهما على المحك ، اثر قيام قناة “الجزيرة” الإنجليزية، ببث تقريرا شديد اللهجة تجاه السلطات التركية، بخصوص حالات القمع التي تنتهجها ضد الصحفيين، كان ذلك خلال برنامج ” the listening post.

التقرير استهل بدايته بالحديث عن أن كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حرية الصحافة لايتطابق مع الواقع أبدا، حيث قال “في الشهر الماضي ، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤتمرا صحفيا مع الصحفيين في العاصمة التركية اسطنبول، وفي كلمته الافتتاحية قال أردوغان إن حرية الصحافة لها أهمية كبيرة بالنسبة له، لكن هذا لايتطابق مع الحقائق والأرقام، حيث قام أردوغان خلال الثلاثة سنوات الماضية و منذ يوليو 2016 على خلفية فشل الاعلام المزعوم في تركيا، باعتقال أعداد كبيرة من الصحفيين، وبشكل أكبر من أي دولة اخرى .

كما أشار التقرير الى أن عدد كبير من الصحفيين المعتقلين لايزال مصيرهم معلق دون تقديمهم للمحاكم، التي باتت بالنسبة للصحفيين المعتقلين في تركيا حلما بعيد المنال، الأمر الذي دفع الكثير من الصحفيين للهروب من تركيا .

واستضاف التقريرثلاثة صحفيين أتراك ” جان دوندار، وماهر زاينلوف، وتشادش كابلن” كانوا يعملون في صحف تنتقد أردوغان، و يعيشون الان في المنفى بعد هروبهم بسبب تدهور حرية الصحافة وخوفا من مصير يشابه مصير زملاؤهم المعتقلين ، بعد أن استطاعو الهروب من تركيا ، كما ذكرالتقرير في مقابلات مع الصحفيين الثلاثة “إغلاق أردوغان لأكثر من 100 وسيلة إعلامية منذ أحداث الانقلاب المزعوم، وبثت تهديدًا متلفزًا لأردوغان يتوعد فيه أحد الصحفيين الثلاثة “جان دوندار” على إثر نشره قصة تورط المخابرات التركية في تسليح الجماعات المسلحة في سوريا، حيث توعد أردوغان الصحفي بقوله “إن من نشر هذه القصة سيدفع الثمن غاليًا، ولن يفلت من العقاب”.

وفي هذا الصدد، حاول معدو التقرير إجراء مقابلات مع مسؤولين أتراك للرد على الصحفيين، لكن لم يوافق أي منهم على التحدث باستثناء شخص وافق ضمن شروط صارمة تمثلت بعدم الإجابة عن أي أسئلة حول تعامل الحكومة التركية مع صحفيين بعينهم خاصة محرري الصحف المنفيين الذين تمت مقابلتهم في التقرير .

وتطرق التقرير الى المفارقات التي تنتهجها السلطات التركية في مجال الاعلام حيث أوضخ التقرير أنه وفي أعقاب الربيع العربي ، فر مئات الصحافيين من مصر وسوريا واليمن وليبيا من الحكومات الاستبدادية والاضطهاد والقتل والتعذيب إلى تركيا ، لإيجاد ملاذ أمن والعمل على مجابهة انظمتهم من تركيا بواسطة الاعلام . اذ يوجد الآن أكثر من اثنتي عشرة محطة تلفزيونية عربية مقرها في تركيا تبث أخبار جميع الدول العربية .

وختم التقرير قوله ” المفارقة والرياء تبدو واضحة، فكيف للسلطات التركية التي تسجن صحفيين أتراك معارضين لها أن تستضيف صحفيين من دول أخرى وتمنحهم الحرية الصحفية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا

Exit mobile version