مرصد مينا
لقي متظاهرون مصرعهم اليوم السبت برصاص قوات الأمن الإيرانية في كردستان بشمال غرب البلاد خلال احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني حسبما أعلنت منظمة هنكاو غير الحكومية، موضحة أن “القوات الحكومية فتحت النار السبت على المتظاهرين في بلدة ديفانداره فقتلت ثلاثة مدنيين على الأقل”.
واندلعت احتجاجات خلال الليل في بلدة بوكان في كردستان حيث فتح الحرس الثوري النار على أفراد أسرة كانت تشيّع متظاهرا، ونقل جثته من المستشفى قبل دفنها في مكان لم يكشف عنه، وفق هنكاو. ويتّهم ناشطون قوات الأمن الإيرانية بإجراء عمليات دفن سرية لمتظاهرين قتلتهم، لمنع اندلاع مزيد من العنف في جنازاتهم.
منظمة هنكاو قالت: “الليلة الماضية، بعدما هاجمت قوات الحرس الثوري الإسلامي مستشفى شهيد قلي بور في بوكان، استولت على جثة شهريار محمدي ودفنته في مكان سرّي” مضيفة أن القوات “فتحت النار على أسرته وألحقت إصابات بخمسة منهم على الأقل”.
وأظهر مقطع فيديو نشره مرصد “1500تصوير” مئات الأشخاص السبت قرب مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية يسيرون على طريق للمشاركة في جنازة الشاب كمال أحمدبور الذي قتل برصاص قوات الأمن.
وقالت هنكاو بحسب فرانس برس “قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية زادت بشكل كبير من استخدام أسلحة فتاكة في الهجمات على المتظاهرين في الأيام الخمسة الماضية”.
وأفادت المنظمة الحقوقية أن قوات الأمن قتلت 25 شخصا على الأقل في كردستان منذ الثلاثاء، عندما احتشد متظاهرون في الشوارع مع ذكرى حملة القمع الدامية لتظاهرات نوفمبر 2019 التي بدأت احتجاجا على زيادة أسعار الوقود وواجهتها السلطات بالقوة وقتل خلالها مئات الأشخاص، موضحة أنه تم “قتل 23 شخصا بنيران مباشرة وواحد تحت التعذيب وآخر بطعنات بسكاكين”.
يشار أنه قتل ما لا يقل عن 12 عنصرا في قوات الأمن خلال ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي تمت الدعوة إليها لإحياء ذكرى 15 نوفمبر وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى مصادر رسمية، فيما قتل المئات في احتجاجات اندلعت في إيران قبل ثلاثة أعوام رفضا لرفع أسعار الوقود.
من جهتها نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن أجهزة الاستخبارات اعتقال خمسة أفراد متهمين بقتل إمام مسجد في زاهدان في محافظة بلوشستان في الثالث من نوفمبر. وذكرت الوكالة أن الإمام سجاد شهرقي قتل قبل صلاة العشاء بأيدي مهاجمين ملثمين أطلقوا النار عليه من سيارة.
وتواجه السلطة في إيران بقيادة المرشد علي خامنئي أكبر تحدٍّ منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، يتمثّل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر.
وتوفيت الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني 22 عاما بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وردّت السلطات على هذه الاحتجاجات بحملة قمع أدّت إلى مقتل 342 شخصا، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرا، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام وأوقف أكثر من 15 ألفا.