مرصد مينا
انسحبت قوات الجيش اللبناني من الحدود الجنوبية مع إسرائيل يوم الاثنين، حيث بدا أن الغزو البري الإسرائيلي وشيك بعد اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصرالله، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، الميليشيا اللبنانية المسلحة والمدعومة من إيران.
وقال مسؤول أميركي لرويترز، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن تمركز القوات الإسرائيلية يشير إلى أن عملية التوغل البري قد تكون وشيكة. وعبّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن نفس الرأي، قائلاً إن المرحلة التالية من العمليات العسكرية على طول الحدود اللبنانية ستبدأ قريباً. وأكد أن الهدف من العملية هو إعادة الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله خلال السنة الماضية من الاشتباكات.
جاء انسحاب قطعات الجيش اللبناني استجابة للتصعيد العسكري، حيث تحركت القوات حوالي خمسة كيلومترات شمال الحدود، وفقاً لمصدر أمني لبناني. ورغم أن المتحدث باسم الجيش اللبناني لم يؤكد أو ينفي حركة القوات، أفاد سكان محليون في بلدة جديدة مرجعيون الحدودية بتلقيهم تحذيرات بالإخلاء، يبدو أنها من الجيش الإسرائيلي.
ومع تصاعد التوترات، أعلنت إسرائيل أن المناطق المحيطة بالبلدات الحدودية الشمالية، بما في ذلك المطلة، مسغاف عام، وكفار جلعادي، مناطق عسكرية مغلقة، ومنعت دخول المدنيين إليها.
ورغم أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن أي عملية عسكرية ستكون أصغر من حرب عام 2006 ضد حزب الله وتركز على أمن الحدود، إلا أن الوضع لا يزال متقلباً. وقد أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي رفض اقتراحات أميركية وفرنسية لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 21 يوماً، بهدف السماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم.
من جانبه، جدد الرئيس الأميركي جو بايدن دعواته لوقف إطلاق النار، معبراً عن قلقه إزاء تصاعد العنف. وقال بايدن للصحفيين: “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن”، مشيراً إلى عدم ارتياحه لخطط إسرائيل بالتوغل عبر الحدود.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية، يبدو أن إسرائيل مستعدة للمضي قدماً في أهدافها العسكرية في المنطقة، مما يمهد الطريق لمزيد من التصعيد. وقد تكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان من الممكن تجنب صراع إقليمي أوسع، أو إذا كان الوضع سيتفاقم إلى حرب أكبر.