مرصد مينا
قالت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، إن الاشتباكات الدائرة شرقي سوريا بريف محافظة دير الزور ليست حوادث معزولة ولديهم أدلة بتورط ميليشيات مدعومة من إيران والنظام السوري بالوقوف خلفها، لإثارة الاضطرابات وضرب استقرار المنطقة وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية في مدينة السويداء جنوبي سوريا.
ونشرت إلهام أحمد تغريدة على حسابها بموقع (إكس) قالت فيها: «للأسف، هذه الاشتباكات ليست حوادث معزولة وهناك أدلة تشير إلى أن هذا الاضطراب تحركه الميليشيات المدعومة من إيران والنظام السوري، الذين يريدون إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار بجميع أنحاء المنطقة»، وأوضحت أنها كقيادية في مجلس «مسد» من واجبها تسليط الضوء على تصاعد الاشتباكات العنيفة على حد تعبيرها وأضافت: «من الضروري فهم السياق، إيران ونظام الأسد يريدان من هذه الاضطرابات تصويرها على أنها نتيجة صراع عرقي بين العرب والكرد، وصرف انتباه السوريين عن الحركات الاحتجاجية جنوبي سوريا».
أحمد أكد أن مساعي إيران والنظام السوري تأتي بالدرجة الأولى لإخراج القوات الأميركية من شرقي سوريا، وتابعت في منشورها وكتبت: «لكسب الدعم الدولي من خلال تصوير الوضع على أنه مدفوع من قبل القبائل العربية».
وتعد هذه الاتهامات الأولى من نوعها على لسان قيادية كردية بارزة في المنظمة السياسية لقوات «قسد»، المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن في حربها ضد تنظيم «داعش»، وسط تقارير عن تحشيد الولايات المتحدة الأميركية قواتها العسكرية على الحدود العراقية – السورية، في ظل معلومات عن معركة محتملة في هذه المناطق لطرد الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية.
وحذرت إلهام أحمد من تبعات هذه الصراعات والتي ستكون لها آثار بعيدة المدى وتداعيات جيوسياسية أوسع، وأردفت قائلة: «ستعرض استقرار شمال شرقي سوريا للخطر وهذا الوضع يحتاج لاهتمام عالمي، يجب إعطاء الأولوية للسلام والتواصل من قبل جميع الأطراف بهذه الأوقات الصعبة، فسكان المنطقة يستحقون الأمن والاستقرار».
إلى ذلك أعلنت قوات «قسد» وقوى الأمن الداخلي «الأسايش» حظراً للتجوال في جميع مناطق سيطرتها بريف دير الزور، دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 5 من صباح اليوم السبت لمدة 48 ساعة، وذكرت في بيان نشر على موقعها الرسمي: «نظراً للأوضاع الأمنية التي تمر بها قرى بشرق دير الزور، واستغلال مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وكذلك خلايا (داعش) لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة».
في السياق نفسه قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لقسد بحسب صحيفة الشرق الأوسط إن قرار الحظر وهذه التدابير الحازمة: «جاءت لحماية حياة السكان وممتلكاتهم من تخريب المجموعات المسلحة والمجموعات المتسللة من الطرف الثاني من الفرات، ولمنعهم من الاختباء ضمن تحركات السكان المدنيين»، وشدد على أن ردهم على هذه المواجهات وتسلل المجموعات المسلحة: «سيكون حاسماً وحازماً».
يذكر أن اشتباكات عنيفة اندلعت في 27 من الشهر الماضي في ريف دير الزور الشرقي على خلفية عزل «قسد» أحمد الخبيل (أبو خولة) من قيادة «مجلس دير الزور»، بتهم فساد واستخدام نفوذه في السلطة والاتجار بالمخدرات، وتوسعت دائرة المواجهات العسكرية بين عناصر كانت منضوية سابقاً في «مجلس دير الزور العسكري»، تدعمها مجموعات فردية مسلحة من أبناء العشائر ضد «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن.