قوارب الموت.. ارتفاع معدلات هجرة الشباب من غزة بحثاً عن مستقبل أفضل adminvar 6 سنوات ago غزة – خاص دفعت الحياة الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة والناجمة عن الحصار الإسرائيلي وانهيار المنظومة الاقتصادية الكثير من الشباب إلى الهجرة خارج عن قطاع غزة بحثاً عن بارقة أمل في بناء مستقبل أفضل، وذلك بعد أن فقدوا الأمل في العيش بالحد الأدنى من مقومات الحياة. ونتيجة للأعداد الكبيرة التي غادرت قطاع غزة بطرق رسمية وغير رسمية، لا تمتلك وزارة الداخلية في قطاع غزة رقماً لأعداد المهاجرين من فئة الشباب، وذلك لصعوبة التأكد من أعداد من خرجوا من قطاع غزة نتيجة خروج بعضهم عبر الأنفاق باتجاه الأراضي المصرية خلال السنوات الماضية أو بالسفر من خلال معبر رفح تحت ذريعة الدراسة أو العلاج. ارتفاع غير مسبوق وشهدت مكاتب السياحة والسفر في قطاع غزة نشاطاً غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة لحصول الشباب على تأشيرة سفر، وذلك بعد أن أعادت مصر فتح معبر رفح مع قطاع غزة بشكل يومي منتصف شهر أيار الماضي، في إطار جهودها للتخفيف عن سكان قطاع غزة. وتنامت هجرة الشباب من قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة عام 2014، فقد اتخذ الشباب المهاجرين مسارين للهجرة، الأول عبر التهريب من خلال الأنفاق الرابط بين مصر وقطاع غزة ومن ثم الوصول إلى أحد الموانئ المصرية والسفر منها عبر قوارب المهربين باتجاه أحد السواحل الايطالية، أو من خلال السفر بطرق رسمية من مصر إلى تركيا ومنها إلى اليونان وصولاً إلى إحدى الدول الأوروبية. وقضى عشرات الفلسطينيين غرقاً في رحلات التهريب التي تكون محفوفة بالمخاطر، وشجع كبار المهربين الذين يستخدمون قوارب متهالكة في تهريب المهاجرين أو يضعون أعداداً كبيرة تفوق استيعاب تلك القوارب أو يقومون بإلقائهم في نقاط بعيدة عن السواحل الايطالية، ناهيك عن حالات الخداع وسرقة الأموال من المهاجرين. البحث عن مستقبل أفضل ”فراس أبو جزر” 27 عاماً، من مدينة خانيونس أحد الشبان الذين نجحوا بعد مخاطرة كبيرة من الوصول إلى بلجيكا، بداية أبريل الماضي، يقول لمرصد “مينا”: “غزة أصبحت لا تصلح للحياة، حرب كل 3 أعوام تقريباً، واقتصاد مدمر، وبطالة مستفحلة، ولم يبقى أمامي وكثيرين أمثالي إلا الهجرة باتجاه إحدى الدول الأوروبية”. يضيف: “خرجت من قطاع غزة عبر معبر رفح بعد أن انتظرت في قوائم السفر قرابة العام والنصف، فالبكاد كان يتمكن من السفر بضع مئات في كل 3 أشهر نتيجة اغلاق معبر رفح، ومن مطار القاهرة الذي رُحلت إليه ترحيلاً لصغر سني، توجهت إلى تركيا، وهناك بدأت إجراءات المخاطرة الحقيقة في التهريب إلى اليونان”. دفع أبو جزر 1500 دولار للمهرب التركي، بهدف إيصاله إلى اليونان، ومكث عدة أيام في إحدى الغابات مع مجموعة أخرى من المهاجرين لانتظار الفرصة المناسبة لغياب قوات خفر السواحل التركية واليونانية ليتمكنوا من العبور، وبعد رحلة طويلة وصل إلى بلجيكا. رحلة الموت أما الشباب “رامي النجار” 33 عاماً، أحد الشباب الغزيين الذين هاجروا إلى السويد فيروي لمرصد “مينا” رحلته في الهجرة والتي وصفها بـ”رحلة الموت” فيقول: “خرجت أنا وزوجتي من قطاع غزة عبر أحد الأنفاق الأرضية بعد أن دفعنا لأحد المهربين 2000 دولار، وتكفل بنقلنا إلى مدينة بورسعيد وبعد أن مكثنا 3 أيام في إحدى الشقق التي تتبع للمهربين، نقلنا عبر البحر إلى ميناء الاسكندرية الذي كان نقطة الانطلاق باتجاه الأراضي الايطالية”. ركب النجار قارب مصري صغير تابع للمهربين والذين طلبوا منه مبلغ مالي إضافي قدر بـ 3000 دولار (1500 دولار على الشخص)، ومن ثم أوصلهم هذا القارب حتى المياه الدولية حيث كانت تنتظرهم سفينة كبيرة نقلوا إليها مع عشرات المهاجرين، باتجاه السواحل الايطالية. ويضيف: “مع اقترابنا من السواحل الإيطالية لبسنا طوافات السباحة وطلب منا أصحاب السفينة بالنزول إلى المياه والسباحة حتى الشاطئ حيث كانت قوات خفر السواحل الايطالية مع عناصر من الصليب الأحمر الدولي ينتظروننا على الشواطئ ومن هناك نقلنا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين. وأثناء مكوث النجار وزوجته في مركز تجميع المهاجرين جاء إليهم أحد المهربين الايطاليين وعرض عليهم مساعدتهم بالخروج من المركز وإيصالهم إلى وجهتهم، مقابل دفع 1000 دولار، وبالفعل وافق رامي وزوجته على العرض، وقام المهرب بتجهيز أوراق خروجهم من المركز ونقلوا براً وبحراً حتى وصولوا إلى السويد. وبحسب جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني فقد أظهرت نتائج مسح لواقع الشباب الفلسطيني من سن 15 -29 عاماً أن 24 بالمائة يرغبون في الهجرة، غالبية تلك النسبة من قطاع غزة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وفي ظل وصول نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى 75 بالمائة. انسداد الأفق من جانبه، اعتبر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى “درداح الشاعر” في حديث مع مرصد “مينا” أن انسداد الأفق أمام الشباب في قطاع غزة هو ما دفعهم للهجرة بحثاً عن حياة أفضل ولو بالحد الأدنى، مشيراً إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي يزيدان من هجرة الشباب. وطالب الشاعر الحكومة والفصائل الفلسطينية إلى النظر بعين الخطورة لظاهرة هجرة الشباب من قطاع غزة، وعدم الوقوف موقف المتفرج، لا سيما وأن من بين الأشخاص الذين هاجروا هم كفاءات يمكن للمجتمع أن يستفيد منهم. هذا وتحول تكاليف الهجرة والتي تتراوح بين 3-5 آلاف دولار للشخص الواحد دون هجرة آلاف الشبان الغزيين الذين يأملون في أن يفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وتعود عجلة الاقتصاد للعمل ليتخلوا عن فكرة الهجرة إلى البلاد الأوروبي. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©. مقالات ذات صلة لبنان في مفترق طرق.. هل تنجح الدولة في فرض معادلة “لا سلاح خارج الشرعية”؟ الشرع يحسم مشاركته في قمة بغداد خلال لقاء مع السوداني في الدوحة وتفاهمات أمنية مشتركة بسبب نقص السيولة.. السوريون يواجهون معاناة يومية في طوابير المصارف وزير الداخلية السوري يكشف خطة شاملة لإعادة هيكلة الأمن وتحديث السجون