قوى سودانية مدنية تتدخل لمنع المواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع

مرصد مينا

حذر رئيس حزب الأمة القومي السوداني، اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر، من أن الوضع في البلاد بات خطيرا إثر الخلاف  الذي ظهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة مروي في الولاية الشمالية للسودان.

برمة ناصر دعا قادة الجيش والدعم السريع والأحزاب السياسية في البلاد لاجتماع عاجل، معتبرا ان بيانات الاحتقان بين الجيش والدعم السريع وصلت “مرحلة ما قبل الطلقة الأولى”. ونبه في بيان اليوم الخميس إلى أن الوضع الأمني الراهن قريب من الانزلاق ولا يتحمل إجراءات روتينية.

واعتبر رئيس حزب الأمة  أن الأوضاع تتطلب تجميد كل فعل أو قول عسكري. ودعا كل القوى السياسية إلى النأي عن إصدار أية بيانات أو دعم لطرف على حساب آخر .

وشدد على أن الأزمة الراهنة تستوجب تفكيراً خارج الصندوق، معتبراً أن الأحداث تمضي مسرعة لتشكل واقعاً إن لم نتحسب له سيتجاوز كل الآليات والعمليات السياسية السابقة.

يشار أنه في وقت مبكر من اليوم الخميس قال بيان للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع -التي يرأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان- حركت قوات في العاصمة والولايات دون إخطاره، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.

وكالة رويترز نقلت عن مصدرين عسكريين قولهم إن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وأضاف المصدران أن الجيش بسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب، ويأتمر الجيش بأمر قائد مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

وكان مصدر مطلع في حكومة الولاية الشمالية بالسودان قد قال إن حكومة الولاية فوجئت بانتشار نحو 100 سيارة نقل عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من مطار مروي، دون أي تنسيق مسبق مع سلطات الولاية.

في المقابل، قال مكتب الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت ما سماها مزاعم بأن قوات الدعم السريع قامت بأعمال حربية باتجاه مطار مروي. وأوضح المكتب -في بيان- أن قوات الدعم السريع “قوات قومية تعمل في إطار القانون بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى”.

البيان اضاف أن وجود قوات الدعم السريع في الولاية الشمالية وبمدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء.

ودعت قوات الدعم السريع جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء ما وصفتها بالمعلومات الكاذبة التي تهدف إلى إشاعة الفتنة وتقويض أمن واستقرار الوطن، حسب البيان.

يذكر أن مدينة مروي تقع في الولاية الشمالية وتبعد عن العاصمة الخرطوم 360 كيلومترا شمالا، وتضم مطار مروي الدولي الذي يعد من أكبر المطارات في البلاد ويستخدم قاعدة عسكرية أيضا.

كما تستضيف المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة، إضافة إلى سد مروي الذي يبعد عن المدينة 40 كيلومترا ويغطي نصف حاجة البلاد من الكهرباء.

Exit mobile version