أكدت الأمم المتحدة، مقتل ما لا يقل عن 103 مدني بينهم 26 طفلا خلال الأيام العشرة الماضية فقط، نتيجة القصف المكثف من قبل قوات نظام بشار الأسد، المدعومة من المقاتلات الروسية، على مدينة إدلب والبلدات المحيطة بها في الشمال الغربي من سورية.
تدمير البنية التحتية
التقرير الحقوقي الأممي أشار إلى، أن قوات النظام ومن يحالفها قد استهدفوا الأسواق، والمخابز، والمستشفيات، والمدارس، ومع ارتفاع عدد حصيلة القتلى من المدنيين تقابلها “مبالاة دولية واضحة”، وتابعت في بيانها أن هذه الأهداف “مدنية” ، وفي ضوء النمط المستمر لمثل هذه الهجمات، يبدو من غير المرجح بشدة أن يكون قصفها قد حدث بطريق الخطأ”، مشيرة إلى عملية القصف المكثف، واستهداف المناطق السكنية في إدلب بشكل متزايد.
العقيد الركن “فاتح حسون” وعضو لجنة التفاوض قال في اتصال هاتفي مع “مرصد مينا”: “لقد أصبحت القناعة لدى المعارضة السورية بمختلف أطيافها، أن روسيا لم تلتزم بمخرجات مباحثات أستانا، ولا حتى بمخرجات قمة سوتشي حول إدلب وهي الطرف الأساسي في كليهما”.
بالتالي لم ولن تكون ملتزمة بمفاوضات جنيف والعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، ولإقناع المجتمع الدولي بهذه النتيجة كان على هيئة المفاوضات السورية أن تتعاطى مع الطروحات الروسية بجدية.
وكذلك اعطائها فرصة لإثبات رغبتها في دعم العملية السياسية، ومع مضي الوقت الذي يكلف الشعب السوري مزيدا من الدماء تبين أنها بدلا من الضغط على نظام الأسد للمضي بالعملية السياسية كانت تطلب منه عرقلتها، واختلاق الحجج الواهية لإبطائها علها تحسم الموقف عسكريا لصالح نظام الأسد متذرعة أمام المجتمع الدولي بعدم استجابته لمطالبها”.
نزيف الشمال
مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها في الشمال الغربي هي جزء من اتفاق خفض التصعيد، الذي عقد في العام الماضي بين روسيا ونظام الأسد وتركيا للحد من الأعمال القتالية والقصف، ويشهد الميدان تكثيفا من قبل روسيا وقوات النظام، للقصف والغارات الجوية العنيفة، والعمليات البرية مناطق اتفاق خفض التعيد في مقاطعة إدلب الكبرى والتي تضم اضافة الى المدنية، أرياف أربعة محافظات في ادلب وحماة وحلب واللاذقية.
وتابع العقيد “حسون” حديثه بالقول: “وكان آخر فصول هذه المسرحية الهزلية أسماء اللجنة الدستورية والتي بدت وكأنها جدار لا يمكن تجاوزه، وبالتالي توصلت هيئة المفاوضات لما يمكن أن يقنع المجتمع الدولي بأن روسيا ليست ضامنا ولا راعيا ولا داعما للعملية السياسية في سورية، بل هي طرف وخصم وعائق، ولا يقتصر ذلك على مفاوضات جنيف، بل أينما وجدت وحلت، لا سيما يوجد أنه يوجد في رصيدها العديد من المجازر التي ارتكبتها في سورية لأجل نظام الأسد ولن يكون آخرها مجزرة معرة النعمان”.
تحدي العراقيل الروسية
عضو المعارضة السورية في مفاوضات جنيف يرى أن الوقت قد حان “لتشكيل مجموعة خاصة خارج مجلس الأمن من أجل معالجة ومتابعة العملية السياسية في سورية بعيدا عن العراقيل الروسية التي لم تتدخل عسكريا بشكل مباشر في سورية إلا للقضاء على الثورة وأحلام الشعب السوري بالحرية والعدالة”.
ويضيف: “أما بالنسبة لمباحثات أستانا فقد باتت بلا مخرجات، بعدما سحبت البساط من تحتها القمم الثنائية تارة والثلاثية تارة أخرى للدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، ويمكن أن نعتبرها قد أصبحت مباحثات لتنسيق ما يصدر عن هذه القمم، في ظل غياب فاعليتها الميدانية والسياسية”
أسلحة كيميائية
الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت من جانبها تقريراً أشار إلى أن الحملة العسكرية على منطقة إدلب شهدت عودة استخدام النظام السوري لسلاح البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، كما أشار إلى الاستخدام الموسع للذخائر العنقودية والحارقة، التي تسبَّبت في تضرر الممتلكات واحتراق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية
وأشار المصدر الحقوقي إلى إحصائية نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تؤكد نزوح قرابة 330 ألف نسمة من منطقة إدلب بين 1/ أيار والـ 13 من حزيران 2019، وقدَّر التقرير أن ما لا يقل عن 85 ألف منهم يقيمون في خيام بدائية في العراء تنتشر في الأراضي الزراعية مفتقدين أبسط مقومات الحياة.
كما سجَّل التقرير الحقوقي الذي وصلت نسخة منه لـ “مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، مقتل 606 مدنياً بينهم 157 طفلاً، و111 سيدة (أنثى بالغة)، وارتكاب 27 مجزرة منذ 26/ نيسان/ 2019 حتى 12/ تموز/ 2019
ووفقا للمصدر فإن النظام السوري قتل منهم 521 مدنياً بينهم 136 طفلاً و 97 سيدة، وارتكب 23 مجزرة في حين قتلت القوات الروسية 85 مدنياً بينهم 21 طفلاً و 14 سيدة وارتكبت أربع مجازر.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي