مرصد مينا – تونس
دعا قيادي بارز في حركة “النهضة” التونسية زعيم الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، إلى اعتزال السياسة والانسحاب من المشهد السياسي.
عضو مجلس شورى حركة “النهضة” زبير الشهودي قال، خلال مشاركته في برنامج حواري على قناة محلية، مساء أمس، “أنصح الغنوشي بالتنحي عن رئاسة الحركة واعتزال السياسة نهائيا، بعد استقالة عبد الفتاح مورو ورحيل الباجي قائد السبسي، لم يعد لك مكان، انسحب”، مضيفا أن “النهضة لها زعيم وليس الزعيم له النهضة”.
وأكد الشهودي على عدم إمكانية انتخاب الغنوشي زعيما للحركة في مؤتمرها القادم، مشددا على أن “الحركة ليست قائمة على شخص الغنوشي، وهي قادرة على الاستمرار بدونه”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها عضو من حركة “النهضة” زعيمها إلى التخلي عن منصبه، حيث أطلقت مجموعة من السياسيين التابعين للحركة، الأسبوع الماضي، مبادرة حملت عنوان “مجموعة الوحدة والتجديد”، لمطالبة الغنوشي بالتنحي عن زعامة الحركة قبل نهاية العام الحالي، بسبب “تفاقم الخلافات الداخلية بالحركة”، حسب ما جاء في بيان للمجموعة.
وجاءت الدعوة، بعد أيام، من إصدار الغنوشي قرارا مفاجئا بحل المكتب التنفيذي للنهضة، وذلك في وقت تستعد فيه الحركة لعقد مؤتمرها الحادي عشر المؤجل، بسبب انتشار وباء كورونا في البلاد.
وعلت، في الآونة الأخيرة، الكثير من الأصوات المناوئة للغنوشي، حيث طالبت عدة أحزاب، وفي مقدمتها “الحزب الدستوري الحر”، بسحب الثقة منه ومساءلته، بسبب ما وصفته بـ”تحركاته واتصالاته الخارجية الغامضة والمشبوهة مع تركيا وجماعة تنظيم الإخوان في ليبيا”، معتبرة أنه بات يمثل “خطرا على الأمن الوطني”. في حين أطلق ناشطون تونسيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا خلالها بالتحقيق في ثروة الغنوشي، متهمينه بجني الملايين والتحول إلى أحد رجال الأعمال، من خلال استغلال منصبه.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان التونسي يوم غد جلسة عامة لمساءلة الغنوشي بشأن اتصالاته الخارجية فيما يتعلق بليبيا، وحول الدبلوماسية التونسية، وذلك وفقا لما أعلن عنه مكتب البرلمان مؤخرا.