مرصد مينا
أفادت مصادر إعلامية بأن القصف الذي نفذته طائرات أردنية حربية فجر اليوم الاثنين أسفر عن مقتل مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة، موضحة أن مهرب المخدرات هو “مرعي الرمثان” وتم استهداف منزله في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي بالقرب من الحدود الاردنية، فيما لم يصدر عن الحكومة الأردنية أي توضيح رسمي.
يشار أن تحقيقا كان نشره موقع عمان نت الأردني في العام 2022 يؤكد أن الرمثان هو رجل حزب الله الأول في تهريب الكبتاغون.
وحسب المصدر نفسه فإن “مرعي الرمثان” بحقه عشرة أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة الأردنية والعقوبة تتراوح في كل قرار حكم بالأشغال الشاقة ٢٥-٢٠عاما.
من هو الرمثان؟
الرمثان كان يتولى مهمة تخزين المخدرات التي تصله من حزب الله ولبنان بمساعدة المليشيات الشيعية وقوات من الجيش السوري، حيث تصل من محافظات أخرى ليتم تخزينها موقتاً ضمن “نقاط تجميع” تمهيداً لنقلها إلى الضفة الأردنية من الحدود. وأبرز نقاط التجميع هي قريتا الشعاب وأم شامة، جنوب شرقي السويداء.
وتعتبر قرية “الشعاب” بريف السويداء الشرقي والملاصقة للأراضي الأردنية، النقطة الرئيسية لتهريب المواد المخدرة إلى الأردن، كما تشتهر قرية “الشعاب” بتضاريسها المناسبة للتهريب، وأن معظم سكانها يعملون بالتهريب وحمل السلاح لحماية تجارتهم غير الشرعية، بالإضافة لطريق تهريب مباشر من دمشق إلى السويداء عبر طريق البادية ويصل إلى قرية “الشعاب”، وهي قرية محصنة بسبب السلاح الموجود مع سكانها البدو الذين يعملون بالتهريب، وعلى رأسهم المدعو “مرعي الرمثان”.
و”الرمثان” من عشائر البدو، ويعتبر رجل ميليشيا حزب الله الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية، وإلى علاقته القوية مع تاجر الحشيش المعروف في لبنان، نوح زعيتر، كما تربطه.
الرمثان يستقطب شباب العشائر في المنطقة ويعمل على زجهم في الشبكة التي يديرها، ومهمتها تقتصر على عملية تهريب المخدرات، من مراكز التجميع في قرية الشعاب إلى الأراضي الأردنية، وهذه المراكز عبارة عن بيوت سكنية قريبة من الحدود يجتمع فيها المهربون قبل الانطلاق إلى العملية. وتتشارك عمليات التهريب شبكات منظمة من العصابات والمجموعات المسلحة ذات الارتباطات الأمنية، وتؤدي كل مجموعة أدواراً متعددة رغم أنها محددة، مثل حماية الطرقات وتأمين حمولة المخدرات في مناطق نفوذها.
يشار أن تقارير أفادت بأن معامل الإنتاج إنتاج الكبتاغون تتركز غالباً، في لبنان وأرياف دمشق وحمص. وبعد الإنتاج تبدأ جماعات مسلحة متعددة الولاءات بنقل الحمولة ضمن مناطق نفوذها، بحيث يحصل تسليم دوري من مجموعة إلى أخرى، وصولاً إلى الوجهة النهائية في مراكز التجميع جنوب سوريا.
وتعبر تلك الجماعات نقاط التفتيش بطرق مختلفة، منها عبر الرشوة أو الارتباط المباشر بقوى أمنية وعسكرية تابعة للنظام مثل الفرقة الرابعة وشعبة المخابرات العسكرية. كما يتولى في بعض الأحيان متعاقدون مدنيون مع هاتين الجهتين عملية نقل المخدرات عبر الحواجز الأمنية. وعند دخول محافظة السويداء تنتهي مهمة المتعاقدين، حيث تُسلم الحمولة لجماعات محلية مسلحة ذات نفوذ في مناطقها، وتنقل المخدرات إلى مراكز التجميع لتتولى شبكات جديدة داخلها عملية التهريب إلى الأردن، وفق الدراسة السابقة.
غارات بعد تهديد..
وكانت وسائل إعلام أردنية، قد أفادت اليوم الإثنين، بسماع أصوات انفجارات قوية في الجانب السوري من الحدود، ناجمة عن قصف نفذته طائرات حربية تابعة للجيش الأردني.
ونشر موقع “خبرني” مقطع فيديو يظهر أصوات طائرات حربية في سماء مدينة الرمثا شمالي الأردن.
وبحسب السكان، فإن أصوات الانفجارات استمرت لأكثر من 10 دقائق، حيث شعر السكان بقوتها وخصوصا في المناطق المحاذية للحدود السورية.
وتأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد بيان صدر مطلع الشهر الحالي في عمان إثر اجتماع ضمّ وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية نصّ على “تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية”.
البيان ذكر أن سوريا “ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/ أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب”.
ويأتي القصف الأردني الإثنين على وقع انفتاح عربي متسارع نحو دمشق وغداة إعلان جامعة الدول العربية إثر اجتماع غير عادي على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة استئناف مشاركة سوريا في اجتماعاتها، بعد تجميد عضويتها منذ عام 2011.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قد لوّح باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال الفشل بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
وأضاف: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية ليس فقط في الأردن، ولكن عبره نحو دول الخليج والدول العربية الأخرى في العالم”.