مرصد مينا
شهدت بريطانيا مطلع القرن الماضي واحدةً من أكبر كوارثها خلال القرن، والتي أدت إلى مقتل 600 جندي جراء حادثة شهدتها قناة المانش، في عام 1917، إلا أنها الحادثة التي لم يسمع بها كثير من الناس، حتى داخل بريطانية، بسبب انشغال الصحافة الإنكليزية حينها بالحرب العالمية الأولى التي كانت مندلعة بالتزامن مع الحادثة.
وبحسب المراجع التاريخية الموجود، فإن الحادثة وقعت تحديداً في شباط 1917، بعد أن اصطدامت سفينة أس أي ميندي (SS Mendi) التابعة للبحرية البريطانية بباخرة الشحن العملاقة دارو (Darro).
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن السفينة الحربية غادرت قبل الحادثة ميناء كيب تاون في جنوب القارة الإفريقية، وكان على متنها حاملة على متنها 823 جندياً، كان جلّهم من الأفارقة، لافتةً إلى أن الحادثة وقعت تحديداً فجر 21 فبراير 1917، حيث كانت الرؤية شبه منعدمة بالقناة الإنجليزية بسبب الضباب الكثيف، وأثناء إبحارها جنوب جزيرة وايت (Isle of Wight) ارتطمت أس أس ميندي بالباخرة العملاقة دارو، و التي تجاوز حجمها 3 مرات حجم السفينة.
كما بينت الوثائق الموجودة أن الحداثة أدت إلى مقتل 600 جندي من أصل 823 جندياً كانوا على متن السفينة الحربية فيما نجا طاقم السفينة التجارية، مؤكدة أن معظم الجنود على متن السفينة الغارقة لم يكونوا يجيدون السباحة.
يشار إلى أن طول أس أس ميندي عند دخولها الخدمة قدر بنحو 113 متراً بينما تجاوز وزنها 4200 طناً وبلغت سرعتها القصوى عند الإبحار 21.3 كلم في الساعة ودخلت الخدمة سنة 1905 واعتمدت في البداية كسفينة لنقل الركاب ما بين بريطانيا وإفريقيا لصالح المؤسسة البريطانية الأفريقية للملاحة.