مرصد مينا – سوريا
كشف رجل الأعمال السوري، “فراس طلاس”، عن بعض كواليس النظام السوري، بما في ذلك، فترة قيام الثورة السورية، واصفاً رأس النظام “بشار الأسد” بأنه “أزعر غبي” في حين كان والده “حافظ الأسد” أزعر ذكي، على حد قوله.
يشار إلى أن “طلاس” هو النجل الأكبر لوزير الدفاع السوري الراحل، “مصطفى طلاس”، الصديق المقرب من “حافظ الأسد”، والذي خرج مع عائلته من سوريا مع قيام الثورة، بمن فيهم نجله العميد “مناف طلاس”.
في سياق حديثه عن فترة ما بعد الثورة، أشار “طلاس” في مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة العربية، إلى أن حزب الله تدخل بقوة كبيرة في سوريا بعد ثلاثة أسابيع فقط من قيام الثورة عام 2011، مضيفاً: “كنت على علاقة قوية مع قياديين في الصف الأول من حزب الله، وأخبروني بصدور قرار إيراني بمساندة بشار الأسد حتى النهاية سواء كان على حق أم على باطل”.
كما لفت “طلاس” إلى أن حزب الله كان يعتقد بأن “الأسد” سيتجه نحو القيام بإصلاحات في سوريا، موضحاً أن قرار حزب الله ليس بيده وهو مرتبط بالقرار الإيراني حتى وإن خالف قناعات الحزب.
وكشف “طلاس” أنه وبعد فترة قصيرة جداً من القرار الإيراني، وصل خبراء من حزب الله وخبراء إيرانيين في مجال اللاندساس داخل المظاهرات، لبث الفوضى وعملوا بطريقة إجرامية، معتبراً أن حزب الله سقط في الشارع العربي بعد تدخلاته في سوريا.
إلى جانب ذلك، أكد “طلاس” أن “الأسد” قدم التنازلات بشكل تدريجي للإيرانيين مقابل البقاء في الحكم، وأن إيران تمكنت من أخذ القرار السوري، مشيراً إلى أن “بشار الأسد” اليوم يملك كلمة فقط في المناطق التي لا تعتبر مناطق نفوذ للإيرانيين أو الروس أو حزب الله.
وأضاف “طلاس”: “بشار في قرارة نفسه يعتقد أنه قادر على استعادة الحكم، وأنه سيكون قادراً في وقتٍ لاحق، على إخراج كافة القوى الموجودة على الأرض السورية، فهو الآن يسعى لاستغلال الإيرانيين في ضرب الوجود الأمريكي في سوريا كما يظن انه سيتمكن من جعل إيران تضغط على الأكراد والتنظيمات التابعة للقاعدة لاستعادة السيطرة على المنطقة الشمالية الشرقية، ومن ثم اللعب على وتر التنافس الإيراني – الروسي، لاخراج القوات الروسية، ومن ثم ضرب الإيرانيين لإجبارهم على الخروج من سوريا”، مشيراً إلى أن “بشار الأسد” يعيش فعلياً في تلك الأحلام.
كما أوضح “طلاس” أن العلاقة بين روسيا وإيران في سوريا، ليست علاقة تحالف أبداً بل على العكس هي علاقة صراع، وتم خلالها تنفيذ كل طرف منهما عمليات عدائية ضد الطرف الآخر.
أما عن طبيعة العلاقات بين إيران و”بشار الأسد”، أشار “طلاس” إلى أن النظام الإيراني، لا يثق به إطلاقاً، خاصةً بعد عملية اغتيال “قاسم سليماني”، والتي تبين أنه تم تنفيذها بناءا على معلومات مسربة من الجانب السوري، كاشفاً أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ عقب عملية الاغتيال، مكتب أمن كبير في مطار دمشق الدولي يضاهي المكاتب الاستخباراتية السورية في المطار، وأن ذلك المكتب على اطلاع كامل بكل ما يحدث في المطار.
كما لفت “طلاس” إلى أن العلاقة بين إيران وسوريا اختلفت خلال فترة حكم “بشار الأسد” عن ما كانت عليه أيام والده، موضحاً: “أيام حافظ الأسد كانت العلاقة هي علاقة تحالف، وكانت الكلمة العليا فيها لسوريا، أما أيام بشار اختلفت الأمور، فبشار كان منبهر بشخصية حسن نصر الله، وذلك ما أتاح للإيرانيين توسيع نفوذهم في سوريا خلال العقد الأول من حكم بشار الأسد، حيث بدأت تظهر للمرة الأولى، صور لقيادات إيرانية في سوريا، بينها أحمدي نجاد وعلي خامنئي”، مشيراً إلى أنه حتى على الساحة اللبنانية كانت الكلمة الأكبر لسوريا، وكان “حافظ الأسد” يضرب حزب الله عسكريا في حال شذ عن الخطوط المرسومة له من قبل الجيش السوري.
وخلال حديثه عن العلاقات بين النظام وحزب الله وإيران، ذكر “طلاس” أن حزب الله فقد الثقة بشكل شبه كامل بالنظام السوري، بعد عملية اغتيال “عماد مغنية” في دمشق، خاصةً بعد وصول معلومات للحزب تؤكد تورط العميد “محمد سليمان” المقرب جداً من “بشار الأسد” بالعملية وتقديم معلومات ساهمت في قتل “مغنية”.
كما أضاف “طلاس”: “بعد الاغتيال طلب نصر الله مقابلة بشار الأسد بشكل مباشر دون وجود محمد سليمان، وأخبره خلال اللقاء بالمعلومات التي حصل عليها وطلب أيضاً منه السماح للحزب بالتصرف، وهو ما وافق عليه بشار، ليغتال محمد سليمان في طرطوس عبر قناص كان متواجداً في البحر”، مشيراً إلى أن رواية النظام بأن إسرائيل هي من اغتالت “سليمان ليست صحيحة.
أما عن بداية اندلاع الثورة السورية، ودور “بشار الأسد” في القمع، نفى “طلاس” ما تم تداوله عن منع ما يعرف بـ”الحرس القديم للنظام”، “الأسد” من تقديم إصلاحات وإجباره على التوجه للخيار الأمني، مشدداً أن في سوريا لا يوجد شيء اسمه الحرس القديم، وإنما هناك شيء يسمى نظام الرجل الواحد، أي الرئيس الذي يصدر كافة القرارات ويطبقها مسؤولوه بحذافيرها.
واعتبر طلاس أن المجتمع الدولي، وتحديداً إسرائيل والولايات المتحدة بإطالة أمد الثورة السورية والحرب في سوريا، لافتاً إلى أن الدول تلاعب بالثورة ووتحكمت بها وحتى بالفصائل العسكرية المشاركة بها.