مرصد مينا
هددت مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية الموالية لإيران بالنزول للشارع ضمن ما سمّته “مقتضيات المصلحة العامة”، وذلك بعد ساعات من قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تأجيل التظاهرة المليونية التي كان مقررا إقامتها يوم السبت المقبل، وجاء تأجيلها لـ”منع حدوث أي حرب أهلية تسعى إليها بعض أطراف (الإطار التنسيقي)”.
الميليشيات ذكرت في بيانها بأنه “لمقتضيات المصلحة العامة، وحتى لا تنزلق الأمور إلى ما يريد العدو وعملاؤه، ولِوَأدِ الفتنة التي قد تعصف بالعراق وأهله، وتحرق الأخضر واليابس، ومن منطلق النصوص، وسيرة المعصومين عليهم السلام، وفتاوى علمائنا الأعلام، التي أكدت وأوجبت قطع الطرق على البغاة أيّاً كان ما يدّعون، وإلى أي فريق ينتمون، فإننا في (كتائب حزب الله) سنتخذ قرارات ميدانية تهدف إلى حماية السلم المجتمعي، عملا بالتكليف لدفع الشر عن شعبنا العزيز”.
وقالت في إشارة إلى التيار الصدري: “الخروج من قاعدة التعامل السلميّ، والاحتجاج المشروع إلى لغة التأجيج، والاستقواء بالجمهور، وترويع الآمنين، والتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل مصالح الناس، وجرّهم إلى المجهول، قد يؤدي إلى صراع داخليّ يعود بالبلاد إلى عهد الظُّلم والاستبداد، والدكتاتوريّة والمقابر الجماعيّة”.
في سياق آخر قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء، إنه “للأسف ما زلنا نعيش التحديات السياسية والانسداد السياسي وانعكاساته على أداء الحكومة، خصوصا أن الحكومة ليست طرفاً في الصراع السياسي، لكن هناك من يحاول أن يحمّلها مسؤولية هذه الأزمة ويهرب من المشكلة، وأن يحوّل كل المشاكل باتجاه الحكومة”.
وبين الكاظمي أن “المطلوب الحكمة والوفاء لهذا البلد، فقد أعطانا الكثير، ويجب أن نرد جزءاً من هذا الجميل إلى بلدنا ووطننا وإلى شعبنا، وهذا الشعب المسكين الذي تعرّض منذ فترة طويلة إلى سوء الإدارة والعوز والحروب المدمّرة”.
وأكد أنه “كان قرارنا في هذه الحكومة هو ألّا نتورّط بالدم العراقي، لا اليوم ولا غداً، الدم العراقي غالٍ، والمشاكل يجب أن تحل بالحوار ثم الحوار، ولهذا غداً سوف أدعو إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد، من أجل المساهمة في إيجاد حلّ، والتفكير في حلّ هذه القضية”.
ووجه الكاظمي كلمته إلى جميع قادة العراق: “الكل زائل والتاريخ هو الحكم، يجب أن نكون بمستوى التحدي والتضحية من أجل العراق، ولا يتصور البعض عندما يقدم تنازلاً إلى أخيه كأنما هو في موقف ضعف.. هذا خطأ؛ التنازل هو عنصر قوة حقيقي”.
وشهد اليومان الماضيان تصعيداً كبيراً في حدة الأزمة السياسية العراقية، بلغ ذروته اليوم الثلاثاء، بعدما اتّهم المقرب من زعيم التيار الصدري صالح محمد العراقي أطرافاً في “الإطار التنسيقي”، الذي يجمع عددا من القوى الموالية لإيران، بأنها “تلعب بالنار”، وتسعى لحرب أهلية، معتبراً أن “الثالوث الإطاري المشؤوم يسعى إلى الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، والتظاهرات مقابل التظاهرات”.