لبنان (مرصد مينا) – عبرت كتلة «المستقبل» النيابية عن رفضها الحديث عن الفيدرالية، مشيرة إلى أن الكلام حول الفيدرالية يعيد البلاد الى أجواء شكلت لسنوات أرضاً خصبة للصراع الأهلي، ولأجل نسف اتفاقية الطائف.
جاء ذلك خلال اجتماع لها برئاسة سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، في بيت الوسط، مؤكداً على رفضه هذه الطروحات، ومنبهاً من مخاطر أيّة دعوة للانقلاب على الطائف والصيغة اللبنانية».
وطالبت كتلة «المستقبل» في ختام اجتماعها، «وجوب الخروج من حال المراوحة والتخبط في مقاربة الحلول الاقتصادية والمالية، والانتقال الى مرحلة جدية من الحوار مع صندوق النقد الذي ينتظر من الحكومة موقفاً واحداً وبرنامجاً عملياً واضحاً».
وكانت لبنان قد شهدت اعتراضات على كلام المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، الذي نعى فيه الطائف، معتبراً أن «هناك حاجة لتغيير النظام السياسي»، وكان قد سبقه في ذلك «حزب الله» في طرح فكرة «المؤتمر التأسيسي».
وتضمن كلامه ابعاداً سياسية واسعة، استدعى اتصالات لاحتوائه، إثر اعتباره أن الصيغة التي أنشئ وفقها لبنان لم تعد صالحة، إذ أعاد الحديث مجدداً كما عند كل خلاف سياسي، عن تغيير النظام اللبناني، مرة عبر مؤتمر تأسيسي جديد، ومرة عبر تعديل اتفاق الطائف الذي ينتظر كثير من بنوده التنفيذ.
وفيما لم يصدر أيّ تعليق أو موقف رسمي من رئيس البرلمان نبيه بري أو من نواب ومسؤولي «حركة أمل» و«حزب الله»، حول كلام قبلان، كان لافتاً أن الرد جاء من رئيس المجلس الشيعي الأعلى، عبد الأمير قبلان (والد المفتي)، الذي حاول في كلمته أمس الإثنين، بمناسبة عيد الفطر، التخفيف من وقع ما صدر على لسان المفتي.
وعبر رئيس المجلس الشيعي الأعلى، عن «حرصه على التركيز فقط على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومطالبة الحكومة بمحاسبة الفاسدين والتحرر من القيود الأميركية».
من جانبه؛ كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، على حسابه على «تويتر» تعليقاً على ردود الفعل: «لست أدري كيف أن البعض ما يزال يفكر بالفيدرالية، أو ما أشبه، ما يعود إلى مفهوم التقسيم، وهو مشروع انتحاري للجميع دون استثناء، وكم كلف لبنان من دمار وخراب».
وشدد خلال تغريدته على أنه: «لا لتلك الأصوات العميلة التي صدرت في العلن، أو التي تعمل في الخفاء وتنظر للفيدرالية بحجج مختلفة. لا لحرب الآخرين على أرض لبنان».
من الجدير بالذكر، أن معظم الآراء وردود الفعل السابقة أكدت أن فكرة المؤتمر التأسيسي أو تعديل الطائف وحتى نسفه، من خطط كل من يدور في الفلك الإيراني، وأنها نوقشت من الفرنسيين في مؤتمر «سان كلو» في العام 2007 حين شارك «حزب الله» فيه بعد نزع صفة الإرهاب عنه.