زغرد اللبنانيون لعملية الترسيم البحري بين بلدهم وبين إسرائيل وصولاً لاعتبار حسن نصر الله انه قد حقق وعدًا إلهيًا يضاف لوعود إلهه السابقة، وهاهو لبنان في الشهر الثالث مابعد الترسيم دون شركات تتقدم بعروض للتنقيب مع أخذ العلم بأن البلوكين الثامن والعاشر الجنوبيين قد أصبحا خراج دائرة النزاع.
مصادر في هيئة إدارة قطاع البترول تعيد هذا الامتناع الى «ترتيبات وأسباب لوجستية» تتعلق بالشركات التي لم تكوّن بعد فكرة واضحة حول مستقبل اتفاقية الترسيم ال بحري، وتنتظر تأمين مزيد من الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن النتائج السلبية في البلوك الرقم 4، ما يدفع الشركات إلى انتظار نتائج البلوكات الأخرى.
مصادر في الهيئة نفسها، تبرّر «الانقطاع» بمسألتين. من جهة، تنتظر الشركات إنهاء شركة «توتال»، الملتزمة البلوك 9، استكشافاتها في «حقل قانا» المحتمل وتقدير الكميات، كي تبني تصورها حول طبيعة ما تحتويه المنطقة، ما يُساعد في جذب الشركات. هذا يعني استمرار وزارة الطاقة في تمديد دورة التراخيص إلى ما شاء الله. ومن جهة أخرى، تنتظر الشركات «هدوء سوق الاستكشاف» بعدما أدت أزمة الطاقة العالمية إلى فقدان بواخر الحفر والتنقيب نظراً إلى وجود التزامات لدى شركاتها في أماكن أخرى.
مايندرج في إطار النكتة هو القول بأن شركة «توتال» تعاني أصلاً. في الوفاء بالتزاماتها لناحية استقدام «حفارة» لا يعود إلى تهرّبها، وإنما لعدم استطاعتها حجز «باخرة حفر»، فيما أقرب موعد متوقّع للحجز ليس أقرب من نهاية العام الحالي!
كل هذا وذاك من كلام يُهدر اليوم، فيما الكلام الجدي في المكان الآخر.. الكلام الجدّي يأتي تحت وابل السؤال:
ـ أيّة شركة وأيّة حفارة ستأتي الماى الحفر في بحر لبنان واصبع حسن نصر الله تلوّح بالحرب؟