مرصد مينا – تركيا
توقع زعيم المعارضة التركية، كمال كليجدار أوغلو، أن تكون الانتخابات القادمة بداية سقوط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن الشباب الأتراك هم من سيقضون على نظامه وحكومة حزب العدالة والتنمية في الانتحابات القادمة.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها رئيس حزب «الشعب الجمهوري» تعليقاً على الموقف الذي وضع به أثناء البث المباشر مؤخراً، حينما قرر عقد لقاء مع الشباب عبر تقنية «فيديو-كونفرانس».
وكشف كليجدار، أن الرئيس التركي، تعرّض لموقف لا يحسد عليه حين قوبل برفض، وهجوم شديدين ما اضطر القائمين على تنظيم اللقاء لإلغاء خاصية كتابة التعليقات، مشدداً على أن «الشباب لا يريد نظاماً مستبداً في الدولة، لقد اعتقد أردوغان أنه سيستفيد من اللقاء، وسيجعل الطلاب يصوتون له في الانتخابات المقبلة».
وأضاف أن مجريات اللقاء لم تكن لمصلحته، «واعتقد أنه ندم كثيراً على هذا القرار، ولقنه الشاب درساً قاسياً بخاصية (لا يعجبني) أثناء البث المباشر»، موضحاً أن «الشباب لهم مطالب مشروعة لا يستطيع نظام أردوغان تلبيتها، أبرزها توفير فرص العمل بعد التخرج في الجامعات».
واتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري، حكومة العدالة والتنمية، بأنها «تتعمد تأهيل الشباب غير الكفء وغير المدرب للمناصب والالتحاق بالوظائف على حساب شباب الأمة التركية من المميزين، لذلك الشباب هو من سيقضي على حزب العدالة والتنمية، والنظام».
ووقعت الحادثة الجمعة الماضية، حين تعرض الرئيس التركي، لموقف محرج، أثناء عقده اجتماعاً مع مجموعة من الشباب، عبر تقنية «الفيديو- كونفرانس» على حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، بعد تعرضه لسيل من التعليقات السلبية الرافضة له؛ ليضطر المشرفون على اللقاء بإلغاء خاصية التعليقات.
وقالت وسائل إعلام تركية، إنه بينما كان يجيب أردوغان، على تساؤلات الشباب حول البطالة وغيرها من القضايا، انهالت التعليقات الرافضة له، قبل أن ينتبه القائمون المشرفون، ويقومون بإلغاء خاصية التعليقات.
وأوضحت تلك الوسائل أن معظم الأسئلة التي طرحها الشباب على أردوغان، تركزت حول الأداء الاقتصادي السيئ لنظامه، وما نتج عنه ارتفاع معدلات التضخم، والبطالة حتى أصبح معظم خريجي الجامعات عاطلين عن العمل بشكل غير مسبوق.
وسرّب بعض الحاضرين، الأعداد الكبيرة من الأصوات الشابة الرافضة لسياساته، مشيرين إلى أن بعضها لم تكتف فقط برفض مبرراته، وإنما علقت بالقول: «ليس هناك تصويت لك مرة أخرى، وموعدنا صناديق الاقتراع».
في سياق متصل، قدم أعضاء من حزب كليجدار، بلاغاً للنيابة العامة ضد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الثقافة والسياحة نوري أرصوي، بسبب «رشوة».
ووفق البلاغ فإن «الوزيرين صمتا عن واقعة رشوة بقيمة 500 ألف ليرة تركية في إحدى البلديات، رغم الكشف عنها أمامهما قبل 48 يوما»، وفقا لصحيفة «زمان» التركية.
وترى بعض التحليلات أنه ما يزال من غير الواضح كيف سيكون في نهاية المطاف تأثير اتِّهامات الفساد والرشوة على ناخبيّ حزب «العدالة والتنمية»، على الرغم من أهمية التعليقات التي نشرها الشباب وتعبر عن الشارع التركي الذي يعاني من البطالة وأزمة اقتصادية.