كورونا من فايروس إلى ذهب سائل

هو الاجتياح القاتل وقد نال من هيبة الدولة العظمى، بنفس المقدار الذي نال من حياة الزواريب والحواري وأحزمة الفقر، أكثر من ذلك هو القيد الذي ربط الأيدي كل الأيدي وكمّم الأفواه بما جعل الأنظمة الطغيانية هواة في حضرته.. ببساطة هو فايروس كوفيد 19.

تغير معه العالم باقتصادياته وعلاقاته وقوانينه فحجر على البشرية حتى بات الاحتضان جريمة فكيف حال ممارسة القبل أو تلك الحميمية ما بين الجنسيين.

حدث ذلك، غير أن ما يعقبه قد يكون من تداعياته الفظيعة أيضًا.. من تداعياته  ستكون اللقاحات.. سيكون ضدّه، وستكون أسئلة االمستقبل قد توقفت أمام سؤالين:

ـ جدية هذه اللقاحات  وآثارها الجانبية.

وهو مالم يعرف بعد، وقد لايعرف الى زن طويل في ظل تنافس شركات الأدوية التي لاتقل حروبها عن راجمات الصواريخ وسباق التسلح، غير أن مانعرفه، هو تلك الانذارات التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات والأمن، والتي اعتبرت أن اللقاحات المنتجة اليوم، هي أعلى شأنًا من الذهب.

كان هذا هو التعبير الحرفي لصحيفة “ذا صن” البريطانية، والتي نشرت تقريرًا قالت فيه أنه و”استعدادا لطرح الجرعات الأولى من اللقاح الذي تنتجه شركتا “فايزر” و”بيونتيك”، فإن بريطانيا وضعت خطة أمنية محكمة لحماية لقاح كوفيد-19 من العصابات الإجرامية التي قد تستهدفه.

عصابات إجرامية؟

ـ نعم.

كانت الصحيفة قد سرّبت معلومات تقول بأن  أجهزة الاستخبارات والأمن قد حذرت من خطط لعصابات إجرامية ترمي لاستهداف شحنات لقاح كورونا.

وكانت االحكومة البريطانية ووفق التقرير، قد اعتمدت عددا من الإجراءات الهادفة لحماية شحنات اللقاح من الناحية الأمنية، حيث سيتم مراقبة مواقع الشاحنات التي تنقلها عبر الأقمار الاصطناعية، فضلا عن تزويد تلك المركبات بأنظمة إنذار وإغلاق، مع ميزة المراقبة من محطة مركزية مخصصة لهذا الغرض.

وتحسبا لأي هجمات محتملة، أشارت “ذا صن” إلى أن مصدرا بوزارة الدفاع البريطانية قد أكد جاهزية سلاح الجو الملكي البريطاني لتوفير الدعم اللوجيستي خلال عملية توزيع اللقاح، وبأنه ينتظر أي طلب من هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وفق الصحيفة، وجه “الإنتربول” تحذيرا عالميا لقوات الشرطة في 194 دولة حول العالم، بسبب مخاوف من شنّ عصابات ومجموعات خارجة عن القانون لعمليات تستهدف لقاحات كوفيد-19.

وقال الأمين العام للإنتربول يورغن ستوك، إن “المنظمات الإجرامية تخطط لتعطيل سلاسل التوريد الخاصة باللقاح”.

وأضاف قائلا: “ارتفاع الطلب المقترن بالعرض المحدود سيجعل لقاحات كورونا تعادل “الذهب السائل” لشبكات الجريمة المنظمة”.

من جانبه حذر المحقق السابق في “سكوتلاند يارد” بيتر بليكسلي من أن المركبات التي تنقل لقاح كورونا يمكن أن “تتعرض للخطف وطلب فدية”.

ـ أيّ جنون يشهده العالم اليوم، وكيف للمافيات أن تسطو على شحنات اللقاح، وكل مايقال بأنها تفقد قيمتها وصلاحيتها إذا ما خزّنت في درجة حرارة لاتقل عم 18 تحت الصفر، وكيف للعصابات أن تنتج ظروفًا مناخية للقاح بما يجعله يحتفظ بخصائصه وفعاليته؟

الجنون يتدحرج في هذا العالم بدءًا من :

ـ إطلاق الفايروس، ولا أحد حتى اللحظة كان قد حسم إذا ماكان من منتجات البشرية أم من منتجات الطبيعة نفسها؟

ـ الانهيار العالمي على يد فايروس لايرى، لايلمس، لاتُشم رائحته؟

الصراع الدولي وتراشق التهم وانهيار القطبية الواحدة فعلاً لاقولاً.

وأخيرًا تجنيد البوليس الدولي للحيلولة دون السطو على اللقاحات وسرقتها.

اكثر من هذا وذاك سيكون السؤال:

ـ هل هذا اللقاح هو ذهب العصر فعلاً؟

إنه كذلك، وستعود البشرية الى الحرب العالمية الرابعة تنافسًا على أسواق هذا الذهب.

Exit mobile version