“كورونا” وقد تحوّل من كارثة إلى فرصة

العالم على الحافة، ربما ليس هو التعبير الأكثر دقة، فالعالم يتدحرج الى مادون الهاوية، والبشرية في محابسها، أما الاقتصاديات العالمية فهي بالانهيار أو شبه الانهيار وقد فقد ملايين البشر وظائفهم.

كل ذلك مابعد “كورونا”، ولكن كورونا المصيبة، هي الكورونا الفرصة .. مصيبة على بشر ونافذة لإثراء مابعد فلكي لبشرؤ آخرين، وهاهي مؤسسة أوكسفام الخيرية أن تكشف عن القيمة الإجمالية لثروات 10 من الأغنياء في العالم وتقول بأنها قد زادت منذ تفشي وباء كورونا بقيمة 540 مليار دولار.

ـ ياللرقم المرعب.

بحسب التقرير، فإن بيزوس كان بإمكانه إعطاء كل موظف في أمازون مكافأة بقيمة 105,000دولار مما حققه من مكاسب منذ مارس/ أذار الفائت.

وقالت المؤسسة إن هذا المبلغ يكفي لحماية كافة سكان العالم من الوقوع في الفقر بسبب الفيروس، وتحمل تكلفة اللقاح للجميع.

فوق ذلك كان التقرير قد أظهر أن إجمالي ثروات أصحاب المليارات هؤلاء تعادل إنفاق حكومات دول مجموعة العشرين من أجل التعافي من الفيروس.

وتحث المؤسسة الحكومات على بحث فرض ضرائب على أصحاب الثروات الضخمة.

لقد نُشر التقرير الذي يحمل عنوان “فيروس عدم المساواة” في وقت يلتقي فيه قادة العالم بشكل افتراضي في اجتماع “حوار دافوس” للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ويقول التقرير إن الدعم غير المسبوق من جانب الحكومات لاقتصاداتها أدى إلى انتعاش أسواق الأسهم وزيادة ثروات أصحاب المليارات، فيما يواجه الاقتصاد الحقيقي أعمق ركود منذ قرن.

ويضيف التقرير أن ثروات أصحاب المليارات عالمياً زادت بقيمة 3.9 تريليون دولار بين 18 مارس/ أذار و31 ديسمبر/ كانون الأول لتصل حالياً إلى 11.95 تريليون دولار، أي ما يعادل إجمالي ما أنفقته حكومات دول مجموعة العشرين على استجابتها للوباء.

ومن بين الرجال العشرة الأكثر ثراء – الذين زادت ثرواتهم بمقدار 540 مليار دولار منذ مارس/ أذار 2020- مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس ومؤسس شركة تيسلا إيلون ماسك ومؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ.

ويقول التقرير إن بيزوس حقق حتى سبتمبر/ أيلول 2020 مكاسب كانت لتمكنه من منح مكافأة قدرها 105,000 دولار لجميع موظفي أمازون وعددهم 876 ألفاً، مع احتفاظه بنفس مستوى ثرائه قبل تفشي الوباء.

وقد يستغرق تعافي الفئات الأكثر فقرا في العالم من تبعات الوباء أكثر من عقد.

وتشير تقديرات أوكسفام إلى زيادة عدد هؤلاء الذين يعيشون في الفقر بنحو 500 مليون شخص نتيجة الوباء، على عكس انخفاض معدل الفقر العالمي الذي تحقق على مدى العقدين الماضيين.

ويقول داني سريسكاندراجا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أوكسفام في بريطانيا، “نعتقد أن هذه فرصة للقيام بتحرك جذري لإعادة البناء بشكل أكثر عدلا، والنظر في ضرائب الثروة، والنظر في ضرائب الشركات”.

وبالإشارة إلى المملكة المتحدة، قال إن فرض ضريبة يمكن أن يؤدي إلى جمع الملايين.

وكانت التبرعات الخيرية الضخمة قد شهدت زيادة نسبية منذ بدء تفشي الوباء، مع استجابة المشاهير ونجوم الرياضة ورجال الأعمال لإعلان كوفيد 19 حالة طوارئ عالمية وللمناشدات الإنسانية الأخرى.

فخلال الشهر الماضي، كشفت ماكينزي سكوت، الزوجة السابقة لجيف بيزوس، عن تبرعها بأكثر من 4 مليارات دولار لصالح بنوك الطعام وصناديق الإغاثة الطارئة خلال أربعة أشهر.

وفي منشور على مدونتها، قالت سكوت إنها أرادت مساعدة الأمريكيين الذين يعانون بسبب الوباء.

كما أعلن جاك دورسي، الشريك المؤسس لموقع تويتر، في إبريل/ نيسان عن تحويله مليار دولار من ممتلكاته لصالح صندوق مخصص لدعم جهود الإغاثة من الوباء وأغراض إنسانية أخرى.

ويمثل ذلك نحو ربع صافي ثروته التي تقدر بـ 3.9 مليار دولار.

وتعهد بيل غيتس وزوجته ميليندا بتقديم 305 ملايين دولار من خلال مؤسستهما الخيرية، لصالح تطوير اللقاحات والعلاجات وأساليب التشخيص، في حين تبرعت جي كي رولينغ مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر بمليون دولار لمساعدة المشردين والمتضررين من العنف المنزلي خلال فترة تفشي الوباء.

ويُعتقد أن بيزوس تبرع بـ125 مليون دولار حتى يونيو/ حزيران من العام الماضي لصالح جهود مواجهة فيروس كورونا.

العالم يحسب ضحاياه، والضحايا موارد ستضاف الى ثروات من يعرفون كيف يحوّلون الكارثة الى فرصة.

ـ إنهم حيتان المال.

ـ هل نقول المال الوسخ؟

Exit mobile version