مرصد مينا
قال وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، الثلاثاء، إنَّ الحرب الجارية في أوكرانيا أظهرت افتقار روسيا إلى القدرة على غزو أوروبا من خلال الوسائل التقليدية.
كيسنجر حذر في الوقت نفسه، من تحويل الصراع إلى “حرب ضد روسيا نفسها”، ومن مغبة “تدمير روسيا”، موضحا خلال مداخلته في جلسة خلال مؤتمر دافوس حملت عنوان: “وجهات نظر تاريخية حول الحرب”، أنه كان يعارض قبل الحرب انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) “خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى بدء صراع من النوع الذي شهدناه في العام الماضي”، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتابع: “لكن طالما بدأ الغزو بالفعل، فإنَّ عضوية أوكرانيا في الناتو ستكون نتيجة مناسبة للصراع”، لافتاً إلى أنَّ “فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد مجدية”.
وقال كيسنجر إنَّ الولايات المتحدة يجب أن تستمر في دعم أوكرانيا، “وإن لزم الأمر تكثيف دعمها العسكري لكييف حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بناءً على خط محدد، أو القبول بذلك في بعض المناقشات الأولية مع موسكو”.
كيسنجر الذي تولى وزارة الخارجية الأميركية في الفترة بين (1973 – 1977) جدد دعوته أوكرانيا للتسوية مع روسيا بالتنازل لها عن جزء من الأراضي التي ضمتها، في اقتراح سبق أن رفضه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وقال: “يجب رسم خطوط مختلفة لمنع تصعيد الحرب”.
وقال الرجل البالغ من العمر 99 عاما، إنه يتعين على الولايات المتحدة دعم أوكرانيا وتكثيف المساعدات العسكرية حتى يتم الوصول إلى وقف إطلاق النار أو قبوله في المناقشات.
واعتبر أن ذلك “سيعطي روسيا أيضا فرصة للانضمام إلى النظام الدولي وإعادة تقييم اعتمادها على القوة العسكرية”.
وزير الخارجية الأمريكي الاسبق لفت إلى أنه يفضل الحوار مع روسيا “حتى في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، “لأنَّ تدمير روسيا كدولة قادرة على اتباع سياساتها الخاصة، سيفتح هذه المنطقة الشاسعة، التي تتكون من 11 منطقة زمنية، أمام الصراعات الداخلية، والتدخل الخارجي، في وقت يوجد فيه أكثر من 15 ألف سلاح نووي على أراضيها”.
ورغم تفضيله للحوار مع موسكو، إلا أن الدبلوماسي الأميركي السابق أوصى بإبقاء العقوبات والإجراءات الأخرى المفروضة على روسيا “حتى التوصل إلى تسوية نهائية”، مضيفاً: “أعتقد أن هذا هو السبيل لمنع تصعيد الحرب”.