
مرصد مينا
مع التقدم بالعمر وتزايد المسؤوليات اليومية، يواجه بعض الأشخاص بعد تجاوز سن الأربعين صعوبة متزايدة في الحفاظ على قدراتهم العقلية والمعرفية، بما يشمل التركيز والانتباه والقدرة على حفظ المعلومات واسترجاعها.
ويؤكد خبراء الصحة أن هذا التراجع طبيعي مع التقدم في العمر، لكنه يمكن التخفيف من حدته عبر ممارسة مجموعة من الأنشطة الذهنية والبدنية التي تعزز النشاط العصبي وتنشط الذاكرة.
وتشمل هذه الأنشطة تمارين ذهنية متنوعة، مثل حل الكلمات المتقاطعة، ألعاب السودوكو، والألغاز، حيث تساهم هذه الألعاب في تحسين القدرة على التركيز والنشاط الذهني خلال دقائق معدودة يوميا.
كما يمكن تنشيط الدماغ من خلال استخدام اليد غير المهيمنة في أداء المهام اليومية، مثل تنظيف الأسنان أو تناول الطعام، الأمر الذي يحفز تكوين روابط عصبية جديدة ويزيد من مرونة الدماغ.
بالإضافة إلى التمارين الذهنية، تلعب النشاطات البدنية دوراً مهماً في تنشيط الذاكرة، ويعتبر المشي لمدة 20 دقيقة يومياً من أبسط الوسائل لتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل خطر التدهور المعرفي.
كما يسهم الاستماع إلى الموسيقى، خاصة الأصوات أو المواضيع غير المألوفة، في تحسين الإدراك والفهم وتعزيز الذاكرة.
أما الأنشطة الكتابية، مثل تدوين اليوميات باليد، فتعمل على تنشيط مناطق دماغية متعددة مقارنة بالطباعة على الأجهزة الرقمية، كما تقوي الذاكرة وتعزز الوضوح العاطفي.
من جهة أخرى، يوفر التأمل لمدة خمس دقائق يومياً فرصة لتقليل التوتر الذهني وتحسين اليقظة، ويساهم في زيادة كثافة المادة الرمادية في الدماغ.
ولتعزيز القدرات المعرفية بشكل أكبر، ينصح بتعلم كلمة أو عبارة جديدة يومياً أو حتى لغة جديدة، لما لذلك من أثر على الطلاقة اللفظية والمرونة العقلية.
أيضا، يمكن ممارسة الألعاب الذهنية مثل الشطرنج أو ألعاب بطاقات الذاكرة، لتعزيز مهارات التخطيط وحل المشكلات وزيادة التركيز.
يقول الخبراء إن دمج هذه الأنشطة الذهنية والبدنية في الروتين اليومي يساعد الأشخاص بعد الأربعين على الحفاظ على نشاطهم العقلي وتعزيز قدراتهم المعرفية، إضافة إلى تحسين صحتهم العامة ونوعية حياتهم.