fbpx

كيف وأين يلتقي ظريف بنصر الله؟

“أنا والشهيد سليماني كنا نجتمع أسبوعياً، وكل القرارات المتعلقة بالمنطقة كانت تتخذ بيننا والمقربون من الشهيد سليماني، والمقربون من السيد ح. نصر الله”.

يعلنها الدبلوماسي المبتسم على الدوام محمد جواد ظريف أمام مجلس الشورى الإيراني.

المؤكد أن ظريف لايذيع سرًا، غير أنه يجاهر بما يستحسن كتمانه، أقله ولبنان امام احتمال حريق لا أحد منا بوسعه تصور إلى أين وإلى متى سيمتد، والبلد غارق ومنقسم، وأقله أن ثلاثة أرباع الناس العاديين.. ناس الحقل والمعمل والرصيف، لايتقبلون إيران لامن قريب ولا من بعيد، هذا عداك عن الأحزاب والقوى السياسية، وجزء منها قاتل بمواجهة الاحتلال السوري يوم كان الاحتلال السوري، وجزء آخر يسعى للبنان “الجمهورية”، لبنان المستقل، الذي يحمل أشواكه بيده ويقلع أشواكه بيده، ولا بأس إن ذهب الكثير من اللبنانيين للاعتقاد بأن الكثير من أشواكهم أنما زرعها (القائد المرشد)، منذ أن انتصر الخميني وعمم ثورته الظلامية على المنطقة واستقر في مستعمرته في الضاحية الجنوبية، وهي الضاحية التي كانت وعبر تاريخها حزام فقر ليضيف حزب الله إلى فقرها نيرانه المحرقة التي لاتلبث أن تهب في وجه فقراء الضاحية والجنوب عمومًا وقد حلت عليه كارثة حزب الله، الذي (يؤيرن) لبنان، لينتزعها من بعدها العربي، بل وحتى من بعدها الإسلامي ويحشرها في اللعبة الضيقة التي لاتعني سوى المزيد من الفقر، والمزيد من التجهيل، وسلخها عن بلد نبتت فيه كل التيارات القومية بدءًا من القومي السوري الاجتماعي، وصولاً لحركة القوميين العرب، وحتى الإمام الصدر لم يخل من بعد عربي في شخصيته وهو البعد الذي يرفض الخمينية كما يرفض (الأيرنة)، ولو سألنا صبحي الطفيلي مؤسس حزب الله وأول أمنائه العامين للعن إيران بما أنتجت وما صدّرت، وما ولدت، فكيف سيكون حال الطوائف اللبنانية الأخرى من مسيحيين بألوانهم، وإسلاميين سنة ودروز وأرمن؟

كلام محمد جواد ظريف يقول بالفم الملآن:

ـ نحن نحتل لبنان.

واكثر من ذلك نحن لاوزارة الخارجية، لا، نحن الحرس الثوري نحتل لبنان، وبعدها.

ـ كيف سينجو لبنان من محنته؟

المحنة على الأبواب، وليس أمرًا عابرًا أن تشهد بيروت ثلاث حالات انتحار في أسبوع واحد وهي حالات انتحار الرغيف لا انتحار السؤال الفلسفي أو ترف الحياة؟

كيف سيستعيد لبنان أمواله الضائعة، وسيادته الضائعة، وتنميته المفقودة، وشبابه الذين إن لم يهاجروا فلعجز لا لاختيار؟

بلد يقف في فوهة البركان ويبشرنا محمد جواد ظريف بلقائه الأسبوعي بحسن نصر الله بمعية قاسم سليماني دون أن ينبئنا أين يكون اللقاء، في طهران أم في بيروتأم في البحر، ومن يأتي لزيارة من؟

لبنان المحتل.. تلك باتت صفته، وإذا كان من ثورة قادمة إليه فلابد وأن تكون:

ـ ثورة لتصفية الاستعمار.

هذا اسمها وأي من الأسماء الأخرى لعب على الكلام. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى